هل يجوز تأدية الزكاة من خلال الإنترنت؟
الزكاة طهارة للنفس وللمال معا ولأدائها طرق تقليدية معروفة كالتبرع للجهات المسئولة أو قيام صاحبها بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.. الا انه فى ظل التكنولوجيا الحديثة أصبح بمقدور المزكى بجميع انحاءالعالم احتساب قيمة زكاته وتسديدها عبر الانترنت دوان الحاجة لتكبد أعباء السفر سواء كان المتبرع لبلده أو لبلد آخر فهل تجوز الزكاة عبر الإنترنت؟
يجيب الدكتور عبد المعطى بيومى عميد كلية اصول الدين سابقا فيقول : يجوز دفع الزكاة على اختلاف انواعها وحساب قيمتها من خلال الانترنت طالما كانت وسيلة آمنة، ولولا انها كذلك ما استخدمتها البنوك فى تحويل اموال العملاء . واكد بيومى ان الامام ابى حنيفة اجاز نقل الزكاة من بلد الى آخر مادامت البلد المنقول اليها الزكاة فى حاجة شديدة اليها ، ذلك لأن المسلمون أمة واحدة وان تأدية الزكاة بهذه الطريقة سوف يؤدى الى التكاتف والتعاون بين المسلمين فى جميع انحاء العالم . واكد ان الانترنت اصبحت من الوسائل التكنولوجيةالحديثة التى لا يستغنى عنها الناس فى الوقت الحالىتختصر الزمان والمكان بين البلاد ، كما يصعب على كل مسلمة يريد التبرع بالزكاة ان يسافرالى كل بلد فيه فقراء ومحتاجين مثلما يحدث فى الصين والعراق وغيرهم ...ومن هنا جاء جواز تأدية الزكاة فى البلاد الاخرى . الا ان الدكتور عبدالله سعيد يقول :شرع الله الزكاة لحكم سامية ومعان عالية ومن تلك الحكم ان الزكاةرحمةوتواصل بين الغنى والفقيرفإذا أحس الفقير بعطف الغنى وبره،أحس بعناية وعون اخوانه ومن هنا جاءت تشريع الزكاة ه بصلى الله عليين ابناء المجتمعالواحد ، اضافة الى ان كل بلد أولى بزكاة ابنائها حتى يتحقق الغرض الاسمى لمشروعية الزكاة اى انه لايجوز للمسلم التبرع بزكاته الى بلد آخر عبر الانترنت وانما لدولته فقط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضى الله عنه حين بعثه الى اليمن أخبرهم ان الله تعالى قد فرض عليهم الزكاة عن اموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم ، فقد حدد رسول الله الزكاة انه لا يجوز نقلها من بلد الى اخر فكل بلد اولى بزكاته .
الا انه يمكن الاستفادة من جمع الزكاة عبر الانترنت واستخدامها فى الكوارث والحوادث العالمية الاسلامية بحيث لا توضع الزكاة بأكملها فيه انما يوضع الثلث والثلثان لاهل البلد انفسهم .