الجيش الأبيض.. كيف أظهرت السينما المصرية الأطباء والعلماء؟
في الوقت الذي يبذل فيه الأطباء وطاقم التمريض في مصر والعالم عامة مجهودا جبارا في مواجهة فيروس كورونا المستجد إلا أن الأصوات ترتفع مستجدية الأطباء ونادمة على عدم تقديرهم التقدير المناسب في الأوقات السابقة مع المطالبة بتقديرهم ماديا ومعنويا بعد نهاية تلك الأزمة.
ولكن كيف تعاملت السينما والدراما المصرية مع الأطباء بصفة عامة وكيف أظهرتم بالطبع ظهرت عشرات النماذج في الأفلام والمسلسلات المصرية للأطباء منها الكوميدي ومنها الشرير ومنها الجاد الملتزم وغيرها من النماذج ، وخلال هذه السطور سنستعرض أبرز تلك النماذج.
فى ذكرى وفاة محمود الجندي.. كيف كان حريق منزله سببا فى تقربه إلى الله؟
لعل أبرز النماذج التي سنتحدث عنها والتي يتذكرها الجمهور بشدة هو نموذج الدكتور “نبيه” الذي قدمه الفنان حسين فهمي في الفيلم العبقري “جري الوحوش” ، حينما قدم دور الدكتور الطامع في الثروة والشهرة من خلال اكتشاف طريقة لعلاج الرجال الذين لديهم “عقم”. نموذج سيئ بالطبع لدكتور لا يهمه مصلحة المرضى ولا يبحث سوى عن مصلحته فقط وساعده في ذلك الرجل الثري الطامع “سعيد أبو الدهب” الذي قام بدوره الراحل المبدع نور الشريف من خلال خداع الفقير الذي يحتاج للمال “عبد القوي” الذي جسده الراحل العظيم محمود عبد العزيز في فيلم من أفضل أفلام السينما المصرية على مر تاريخها.
فيلم آخر من بطولة نور الشريف وهو “الحقونا” الذي قدم فيه الراحل حسين الشربيني دور الدكتور “رشاد” وهو الدكتور الموقوف عن مزاولة المهنة والذي يقوم بخداع نور الشريف “قرشي” وإقناعه بأنه سيجري له عملية إزالة الزائدة الدودية ليكتشف بعدها “قرشي” أنه قد تم سرقة كليته أثناء العملية وهو نموذج آخر للدكتور سيئ السمعة.
وعلى الرغم من وجود صورة سيئة للطبيب في عدد كبير من الأفلام إلا أن هناك أفلاما ظهر فيها الطبيب بشكل ملائكي منها على سبيل المثال النموذج الذي قدمه عماد حمدي في فيلم “ارحم حبي” مع مريم فخر الدين، وأيضاً دور الطبيب الذي قدمه أحمد مظهر في “ليلة الزفاف” مع سعاد حسني، وهي أدوار لأطباء نبلاء.
وعلى الجانب الآخر كان هناك ظهور للأطباء بشكل كوميدي في العديد من الأعمال، ومنها التي لا ينساها الجمهور على الإطلاق مثل دور الطبيب النفسي “الدكتور خشبة” الذي قدمه الكوميديان الذي لا يعوض عبد المنعم مدبولي في فيلم “مطاردة غرامية” وجملته الأشهر على الإطلاق “أنا مش قصير أوزعة أنا طويل وأهبل”.
ومن النماذج الكوميدية أيضا دور طبيب أمراض النسا “الدكتور حازم” الذي قدمه أحمد السقا في فيلم “بابا” وكذلك دور الدكتور ربيع الذي قدمه بيومي فؤاد في سلسلة أجزاء مسلسل “الكبير أوي” والنماذج الكوميدية كثيرة.
وبذكر الطب النفسي مع الفنان عبد المنعم مدبولي فإن السينما المصرية لم تظهر الطبيب النفسي بشكل جيد ، فآخرها كان مع فيلم “الفيل الأزرق” الذي قدم فيه كريم عبد العزيز دور الطبيب النفسي “الدكتور يحيى” الذي يشرب الخمور كثيراً وغير متزن نفسياً ، فقد تأرجحت أدوار الطبيب النفسي ما بين الكوميديا أو عدم الالتزام أو استغلال المرضى في المصحات النفسية وربما كان هناك نماذج جيدة مثل دور “دكتور طارق” الذي قدمه آسر ياسين في مسلسل “30 يوم”.
ولعل أبرز الأعمال التي تحدثت بشكل جيد عن الأطباء وأظهرت معاناتهم وأعطتهم التقدير المعنوي المناسب هو مسلسل “لحظات حرجة” بأجزائه الذي أوضح للمشاهد قيمة الجهد الذي يبذله الأطباء وما يعانونه في أعمالهم من ضغوط نفسية وعصبية للحفاظ على حياة المرضى.
أما عن الممرضات فحدث ولا حرج فقد أظهرتهن السينما والدراما بصورة سيئة بشكل عام، فلا بد من ظهور الممرضة في العمل مصاحبة لبعض الأكليشهات، منها التأخر الدائم في العمل والعودة في منتصف الليل، وإظهار الراقصات والعاهرات اللاتي يتأخرن خارج منازلهن بادعائهن أنهن ممرضات، وظهور الممرضات بشكل مهمل وسيئ بشكل دائم في مختلف الأعمال بأنهن هدف سهل ومضمون للرجال.