رئيس التحرير
عصام كامل

محنة "كورونا"... هل تُهان جثامين المسلمين في نيويورك؟

أول مصري توفي في
أول مصري توفي في أمريكا إثر إصابته بفيروس كورونا

“إكرام الميت دفنه” هكذا درج المسلمون حول العالم في التعامل مع موتاهم مع لحظات صمت طويلة لتدبر الحقيقة الوحيدة تتخللها استغفارات "فأخونا أو أختنا الآن تسأل" إلا أن كورونا جاء لينسف كل الحقائق، ويتحول الجسد الموبوء بالفيروس القاتل إلى وصمة وسبة، و"جربة" الكل يفرّ منها، وأمام التدابير المشددة، يبدو أن الحرق حلا ناجعا.

"سائق تاكسي يعمل في نيويورك يدعى أحمد، توفي جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، لم يكن يملك قبرا ليتم دفنه فيه، وحسب الثقافة الغربية كانت ينتظر دوره ليتم وضعه في المحرقة الخاصة بالتخلص من الجثث"، يقول محمد العالم صحفي مصري يعيش في أمريكا.

 

ذعر ينتاب العرب المسلمون في أمريكا، ليس الذعر هنا من الموت إنما في مصير جثمانه فيما بعد الموت، حسب الثقافة الغربية في حال لم يتم التعرف على جثة المتوفى من قبل ذويه يتم وضعه في محرقة الجثث، خاصة أن أسعار المقابر ليس بالقليلة وغير متوفرة لدى الجميع.

يقول الصحفي محمد العالم المتواجد في أمريكا، أن القصة بدأت عندما توفي أول طبيب مصري في مدينة نيويورك إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، فبدأ التساؤل يطرح نفسه، كيف سيتم دفن العرب المسلمون في حال لم يسعفهم الوقت لتعرف ذويهم عليهم؟ وما إذا كان يعيش وحيدا هنا؟.

ناقوس خطر بدأ يصل صداه إلى أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية جميعها، زاد من الفاجعة وفاة سائق تاكسي يدعى أحمد النوبي، 55 عاما، ومكث جثمانه في المستشفى قرابة اليوم ونصف دون أن يصل إليه أحد من معارفه، كان القرار في طور التنفيذ، نظرا لتكدس الوفيات في المستشفيات الأمريكية أصدرت السلطات قرارا بمنح المتوفى يومين فقط حتى يتم التخلص من الجثمان بمعرفتها دون إخطار أي أحد من ذويه أو مراجعته.

مثلت وفاة أحمد النوبي إشعارا باقتراب الخطر، بدأ معارفه في نيويورك في التواصل مع الجالية المصرية والجالية العربية لضمان أن يتم إكرام الميت بدفنه حسبما نصت الشريعة الإسلامية.

 

"بدأ العديد من العرب المسلمين في التواصل فيما بينهم، كيف يمكن أن نضمن أن يتم دفن أقربائنا على الطريقة الإسلامية، خاصة أن المقبرة في نيويورك تصل إلى ما يقرب من 8 آلاف دولار أمريكي وهو رقم ضخم بالنسبة للبعض هنا"، كما يقول محمد العالم.

كان الأمل في تبني منظمة إسلامية الأمر برمته، أن تحمل فوق أعناقها مهمة دفن الموتى المسلمين حسب الشريعة الإسلامية، لذا كان الأمل في الاتحاد الإسلامي الذي يضم بين ثناياه ثلاث ولايات أمريكية "نيويورك، نيوجيرسي، بنسلفانيا".

المركز الإسلامي في منهاتن والذي ذاع صيته لاعتياد محمد علي كلاي الصلاة فيه، ومن هنا خرجت البيانات التي تطالب السلطات الأمريكية بإعلام الاتحاد بأي حالات متوفاة لمسلمين ليتكفل بمصاريف دفنها على الطريقة الإسلامية.

 

تلقفت المساجد الإسلامية في الولايات الثلاثة بيانات الاتحاد الإسلامي، لتبدأ حملة مكبرة لإلزام السلطات الأمريكية بتسليم الجثامين التي لا تملك عائلة، وكذا للعائلات اللاتي لا تملك مقابر في الولايات الأمريكية.

حسب محمد العالم، إن المتوفون المسلمون في أمريكا حتى هذه اللحظة تخطوا الـ 300 مسلم، فيما وصلت الإصابات إلى ما يقرب من 3 آلاف مواطن.

الجريدة الرسمية