هل المسحراتي فى رمضان بدعة؟
توارثت بعض الدول الإسلامية عادة وجود مهنة المسحراتى الذى يظهر فى شهر رمضان إلا أن بعض الناس الآن ترى أن قيام المسحراتى بإعلام الناس بموعد السحور بدعة لم تكن على أيام الرسول صلى الله عليه وسلم فما حكم الدين فى ذلك؟
يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقا فيقول معلوم أن تناول طعام السحور سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم وذلك للتقوى به على الصيام كما جاء فى حديث البخارى ومسلم (تسحروا فإن فى السحور بركة ) ووقته من منتصف الليل إلى طلوع الفجر والمستحب تأخيره ففى البخارى ومسلم عن زيد بن ثابت تسحرنا مع الرسول ثم قمنا الى الصلاة وكان هناك أذانان للفجر احدهما يقوم به بلال وهو قبيل الوقت الحقيقى للفجر ، والثانى يقوم به عبدالله بن أم مكتوم ، وقد بين الرسول ان أذان بلال ليس موعدا للإمساك عن الطعام والشراب والمفطرات لبدء الصيام، واذن لنا فى تناول ذلك حتى نسمع أذان ابن ام مكتوم .
وروى احمد وغيره قوله صلى الله عليه وسلم (لايمنعن احدكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن او قال ينادى ليرجع قائمكم وينبه نائمكم ، ومن هنا كان أذان بلال بمثابة الاعلام بالتسحير فى شهر رمضان، وما كان الناس فى المدينة يحتاجون إلى اكثر من ذلك للتنبيه على السحور . يقول المؤرخون : لما جاء الى مصر عتبة بن اسحاق واليا من قبل الخليفة العباسى المستنصر بالله قام هو بالتسحير سائرا على قدميه من مدينة العسكر فى الفسطاط حتى جامع عمرو بن العاص عام 238 هـ وممن اشتهروا بالتسحير الزمزمى فى مكة وابن نقطة فى بغداد ، وكان الزمزمى يتولى التسحيرفى صومعته بأعلى المسجد ومعه اخوان صغيران يقول :يانياما قوموا للسحور ، وكان يدلى حبلا فيه قنديلان كبيران فمن لم يسمع النداء يرى النور . ثم تطور التسحير فكان اهل مصر اول من ابتكروا "البازة " مع الاناشيد ويقوم عدة اشخاص معهم طبل بلدى برئاسة المسحراتى .نرى من هذا ان الاعلام بوقت السحور له أصل فى الدنيا فكان فى ايام الرسول صلى الله عليه وسلم بآذان بلال وفى العصور التى تلته بإضاءة الانوار وانشاد الاشعار والضرب على الالات ثم بإطلاق الصفارات.
مقدار زكاة الفطر ومشروعيتها وهل تجوز على من أفطر فى رمضان؟
لذلك لا ينبغى أن نسرع بإطلاق اسم البدعة وجعلها ضلالة فى النار فكل شيء جديد لم يكن موجودا بصورته الحالية فى عهد التشريع ، وفى التنبيه للسحور دلالة على الخير وتعاون على البر والدال على الخير كفاعله والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون اخيه.