"الشعراوي" يشرح النية وعبودية التكليف فى الصيام
فى مؤلفه (خواطر الإمام الشافعى ) كتب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى حول النية فى الصيام مقالا قال فيه : قال تعالى فى سورة البقرة 185 (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه...إلى آخر الآية.
الأمر العبادى يجب أن يعايشه الإنسان فكل عمل وإن صادف طاعة بلا نية العبادة لله هو عمل هابط نازل مخافة أن تنشأ الطاعات فى النفس على إلف العادة ويحرم الانسان شرف العبادة شاء الله أن يجعل ركنا من أركان الاسلام يحرم فيه ما أحله فى بقية العام. فكأن العادة جرت أن تأكل وتشرب وتأتى امرأتك فى النهار فجاء الحق ليحرمك من شيء يحرمه عليك مع أنه حلال فى ذلك الزمان ..لماذا ليستديم لك شرف الشعور بعبودية التكليف لأنه لو تركك على ما حرم كل وقت يخاف أن تسيطر عليك العادة فتحرمك لذة الشعور بالعبادة . أى أن رمضان عبادة صعدت ، ومعنى صعدت أنه فى غير رمضان أمور حلت دائما فيميز رمضان أنه شمل الأمور التى حلت والامور التى حرمت فى غيره وزاد شيئا آخر فذلك تصعيد العبودية عند المؤمن، فأصفى مايكون المؤمن عبودية لله فى منهج شهر رمضان، والذى يصعد العبادة إلى هذا الشكل وينفى عند الإنسان إلف العادة يكون قد أخذه أخذا ليضعه وضعا عباديا ونورانيا لذلك اختار الله ذلك الزمان الذى اعد فيه الانسان ذلك الإعداد الصفائى لدوام شرف العبادة وليس إلف العادة . واختاره لقمة صفاء آخر هو حين ينزل فيه منهجه إلى الناس أجمعين . انك لو نظرت إلى الصوم الذى شرعه الله فى رمضان شرعا إلزاميا لم يمنع أن تتطوع إلى الله بصيام فى سواه وذلك لكى يفتح باب الطموح العبادى إليه ويريد للإيمان أن يعلو ويتسامى فى نفس البشر .
نجومية متأخرة.. رحلة الشعراوي مع التليفزيون بدأت في "الإسراء والمعراج”
ويتميز الصوم عن بقية الأركان بأنه لله أما الأركان الأخرى فهى للمؤمن يقول الله فى الحديث الثقدسى :كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به ..لأن الصوم هو العبادة التى لا يتقرب بها البشر لبشر ، فلا يعقل أن تقول لعبد مثلك أنا سأصوم لك هذا الشهر لأنك بذلك تجبره على مراقبتك طوال الوقت وبالتالى تكون قد اتعبته ولكن الله الذى يراقب العبد فى كل تحركاته يمكن أن يتقرب إليه بالصوم .