في أول جلسة عن الوباء.. جوتيريش يقدم لمجلس الأمن 3 مطالب لمواجهة كورونا ويحذر من 8 مخاوف
قدم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، 3 مطالب أساسية لمجلس الأمن الدولي طلب فيها من ممثلي الدول الأعضاء مزيدًا من العمل والدعم لتنفيذها من أجل مواجهة تحديات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حول العالم.
جاء ذلك في أول جلسة يعقدها المجلس حول تفشي وباء كورونا في كافة أرجاء العالم.
وأوضح الأمين العام في إفادته خلال الجلسة أن المطلب الأول يتعلق بـ ضمان وصول المساعدات الإنسانية وفتح الممرات (في مناطق الصراعات) من أجل حركة البضائع والأفراد بشكل آمن وفي الوقت المناسب.
والمطلب الثاني يتمثل في تعبئة التمويل القوي والمرن لخطة الاستجابة الخاصة بمواجهة الفيروس والنداءات الإنسانية ذات الصلة بها.
أما المطلب الثالث الذي حدده الأمين العام فيتمثل في ضرورة حماية السكان الأكثر ضعفا والأقل قدرة على حماية أنفسهم وتطبيق القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان وقانون اللاجئين.
وأوضح أن مشاركة مجلس الأمن ستكون حاسمة الأهمية للتخفيف من تداعيات كورونا على السلم والأمن الدوليين مؤكدا أن إظهار الوحدة والعزم من المجلس سيكون له مردود كبير في هذا الوقت العصيب.
وأعرب جوتيريش لأعضاء المجلس عن 8 مخاوف هائلة يخشاها نتيجة تفشي الفيروس في كافة الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وقال أولا تهدد جائحة كورونا بمزيد من تآكل الثقة في المؤسسات العامة لا سيما إذا أدرك الناس أن سلطاتهم أساءت التعامل مع الاستجابة للأزمة أو لم تكن شفافة بشأن نطاقها.
وأضاف: ثانيا يمكن أن تؤدي التداعيات الاقتصادية لهذه الأزمة إلى ضغوط كبيرة لا سيما في المجتمعات الهشة والبلدان الأقل نموا والبلدان التي تمر بمرحلة انتقالية.
وتابع: ثالثا يمكن أن يؤدي تأجيل الانتخابات أو الاستفتاءات أو قرار المضي قدمًا في التصويت – حتى مع تدابير التخفيف – إلى خلق توترات سياسية وتقويض الشرعية ولذلك من الأفضل اتخاذ مثل هذه القرارات بعد مشاورات واسعة النطاق لأن هذا ليس وقت الانتهازية السياسية.
والتخوف الرابع الذي تحدث عنه الأمين العام يتعلق ببعض حالات النزاع حيث تخلق حالة عدم اليقين التي أحدثها الوباء حوافز لبعض الأطراف لتعزيز المزيد من الانقسام والاضطراب وقد يؤدي ذلك إلى تصعيد للعنف وربما سوء حسابات مدمرة.
والتخوف الخامس مرتبط بـخطر الإرهاب الذي لا يزال قائما وقد ترى الجماعات الإرهابية فرصة بينما يتجه انتباه معظم الحكومات نحو الوباء.
وأشار في هذا الصدد إلى الوضع في منطقة الساحل حيث يواجه الناس آفة مزدوجة من الفيروس وتصاعد الإرهاب، وهذا مدعاة للقلق بشكل خاص.
والتخوف السادس يتمثل فيما كشفه انتشار الفيروس من نقاط الضعف وقلة الاستعداد لدى الدول إذا ما حدث هجوم إرهابي بيولوجي ويزيد من مخاطر الوضع أن تتمكن جهات من غير الدول للوصول إلى السلالات الخبيثة التي يمكن أن تشكل دمارًا مشابهًا للمجتمعات حول العالم.
ويتمثل التخوف السابع في أن الأزمة يمكن أن تعرقل الجهود الدولية والإقليمية والوطنية لحل النزاعات، والتخوف الثامن في أن الفيروس سيؤدي لإثارة أو تفاقم تحديات مختلفة في مجال حقوق الإنسان.
وتطرق أمين عام الأمم المتحدة في إفادته إلى دعوته التي اطلقها في 23 مارس بخصوص وقف عالمي فوري لإطلاق النار.
وقال إنه تلقى ردودا إيجابية من أمريكا الجنوبية إلى أفريقيا ومن الشرق الأوسط إلى آسيا.
واستدرك قائلا: ومع ذلك يجب أن نظل حذرين، حيث إن أي مكاسب هشة ويمكن عكسها بسهولة حيث تتفاقم الصراعات لسنوات وعدم الثقة عميق، وهناك العديد من المفسدين وسيتطلب الانتقال من النوايا الحسنة إلى التنفيذ جهدا دوليا منسقا. وفي العديد من المواقف الأكثر خطورة لم نشهد أي توقف في القتال بل واشتدت بعض الصراعات.
واختتم جوتيريش إفادته بالتأكيد على أن العالم ”يواجه معركة جيل“ وكرر التزامه الشخصي بالعمل مع مجلس الأمن من أجل الانتصار في هذه المعركة.