ما هي أوجه الاختلاف بين الإغلاق الشامل بالصين ودول أوروبا ؟
بعد أن تخطت اعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، في أنحاء العالم الـ 1.5 مليون شخص، وتأثرت كل الدول بالفيروس الجديد، وتغيرت حياة مئات الملايين من الأشخاص بشكل جذري، وأصبحت البلدان في جميع أنحاء العالم تعاني من القيود المشددة المفروضة، والإغلاق الشامل والحظر الذي طبقته للحد من انتشار الوباء.
ظهرت الصين "منشأ فيروس كورونا"، لتعلن عن احتوائها لفيروس كورونا المستجد، وأن الحياة بدأت في العودة إلي طبيعتها، وهنا يطرح سؤالاً هاماً وهو كيف تمكنت الصين من إحتواء الفيروس في فترة وجيزة علي عكس العديد من الدول الأوروبية التي ألحق بها الفيروس أشد الخسائر سواء البشرية أو الاقتصادية؟
لا يمكن إجراء مقارنات بين البلدان لتحديد سبب اختلاف الحالات ومعدلات الوفاة ، حيث أنه لا يوجد حتي الآن العديد من المعلومات المتاحة عن الفيروس التاجي الجديد، كما أن لدى كل دولة عدة متغيرات مختلفة.
وبعد توصل البلدان إلي أن عمليات الإغلاق فعالة في الحد من انتشار الفيروس، نرصد لكم فيما يلي كيف اختلفت هذه الإجراءات بين الدول منذ بدء تفشي الوباء.
توقيت فرض عمليات الإغلاق
الصين
قررت السلطات الصينية تطبيق الإغلاق التام في 23 يناير الماضي وحتى 8 أبريل الجاري، حيث نفذت إجراءات الحجر الصحي الصارمة للحد من انتشار الفيروس، وكان آنذاك يعد أكبر إغلاق في تاريخ البشرية، وأثارت الخطوة غير المسبوقة والتي أذهلت العالم الثناء من الهيئات الصحية بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، والتي قالت: "إن نهج الصين الجريء لاحتواء الانتشار السريع لهذا العامل التنفسي الجديد، قد غير مسار الوباء المتصاعد والمميت بسرعة".
إيطاليا
فرضت إيطاليا والتي لديها حاليًا أعلى عدد من الوفيات بسبب الفيروس التاجي في العالم، في يوم 8 مارس الماضي وحتي الآن، إجراءات الحجر الصحي في المنطقة الشمالية الأكثر تضرراً، وذلك بعد أن وصل عدد الوفيات إلى 366 والإصابات المؤكدة إلى 7373، وفي اليوم التالي تم فرض الحظر على الصعيد الوطني وفي جميع أنحاء إيطاليا.
والآن وبعد شهر واحد تقريبًا من تنفيذ هذه الإجراءات الصارمة، ظل عدد الحالات التي يتم اكتشافها في اليوم في نطاق 4000 إلى 4800 حالة، وهو أقل بكثير من الذروة والتي وصلت إلي 6557 في 21 مارس، ما يزيد من آمال الحكومة في أن الوباء قد وصل إلى هضبة من المتوقع أن ينخفض من بعدها في المستقبل القريب.
كما انخفض عدد الوفيات اليومية أيضًا على مدار أيام متتالية، حيث وصل إلى 525 في اليوم واحد، منخفضًا من ذروة وصلت إلي 919 في 27 مارس، وهو اليوم الأكثر دموية للفيروس في إيطاليا.
إسبانيا
دخل الإغلاق الوطني حيز التنفيذ الكامل في إسبانيا يوم 15 مارس الماضي وحتي الآن، بعد أن فرضت العديد من قيود السفر في وقت سابق، إلا أنها لم تبدي نفعاً، وبعد 24 يومًا من إجراءات الإغلاق، بدأت معدلات الإصابة والوفيات في الانخفاض.
يوم كنس المقابر.. 25 لقطة توضح عودة الحياة إلى طبيعتها في المدن الصينية| صور
المملكة المتحدة البريطانية
انحرفت المملكة المتحدة عن بقية الدول الأوروبية من خلال عدم فرض إجراءات تأمين صارمة خلال الأسبوعين الأولين من شهر مارس، إلا أنها أضطرت إلي فرض حظر كامل في 23 مارس الماضي وحتي الآن، عندما ارتفعت أعداد القتلى إلى 335 وبلغ عدد الحالات المؤكدة 6650.
طريقة تطبيق الإغلاق
الصين
كانت الصين الدولة الأولى التي أعلنت تطبيق إجراءات الإغلاق الصارمة بعد تفشي الفيروس التاجي في البلاد، وتم الإشارة إلي أن إغلاق مدينة ووهان منشأ الفيروس، كان أكثر تطرفًا من أي مكان آخر، حيث تم تعليق وسائل النقل العام في جميع أنحاء المدينة بما في ذلك الحافلات والسكك الحديدية والرحلات وخدمات العبارات، كما تم إغلاق مطار ووهان الرئيسي ومحطة السكك الحديدية والمترو، بالأضافة إلي الطرق السريعة الرئيسية لمنع السكان من القيادة داخل أو خارج المدينة، بحسب «CGTN» الصينية
وألزمت السلطات المحلية، السكان وجميع العاملين في الحكومة، بارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة، وحظرت الزيارات، بالأضافة إلي إجراء عمليات بحث في المنازل عن أفراد يحتمل أن يكونوا مصابين بالفيروس، وعندما كان الوباء في ذروته تم تنفيذ إجراءات أكثر صرامة، بما في ذلك السماح لشخص واحد فقط من كل أسرة بمغادرة المبنى كل ثلاثة أيام لشراء الطعام والمواد الأساسية.
إيطاليا:
طالبت السلطات الإيطالية المواطنين بالبقاء في المنازل وعدم الخروج بدون تصريح وفي حالة ضرورية، وتم حظر التجمعات العامة وتم إغلاق الحانات والنوادي والمطاعم والمحلات التجارية، مع بقاء الصيدليات والبنوك ومكاتب البريد ومحلات السوبر ماركت الأساسية مفتوحة فقط.
وتقوم فرق الشرطة بفحص وثائق أولئك الذين في الخارج، وإصدار الغرامات لمن ليس لديهم سبب مقبول لوجودهم خارج المنزل، بالأضافة إلي فرض حظر السفر، حيث سمحت الحكومة فقط لأولئك الذين لديهم أسباب عمل أو عائلية شديدة الجدية والتي لا يمكن تأخيرها للسفر جوا، كما تم حظر السفر عبر البلديات بخلاف الأعمال أو المسائل الصحية، كما تم وضع ضوابط في محطات القطار للتحقق من درجات حرارة الركاب وتم منع السفن السياحية من الإرساء في موانئ معينة.
إسبانيا:
اتبعت إسبانيا مثال إيطاليا بإجراءات الإغلاق، وطالبت السلطات العمال غير الضروريين بالبقاء في المنزل لتجنب التحركات غير الضرورية.
المملكة المتحدة:
سمحت بريطانيا للمواطنين بالتسوق فقط للحصول على الضروريات الأساسية، وممارسة الرياضة مرة واحدة يوميًا، لحاجة طبية، وطالبت السلطات الموظفين الذين لا يعتبرون عاملين رئيسيين بالعمل من المنزل حيثما أمكن وتجنب استخدام وسائل النقل العام ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية.