سر العلاقة الغامضة بين الإخوان والجمعيات الأهلية
تثير العلاقة الغامضة، بين جماعة الإخوان الإرهابية، والجمعيات الأهلية والخيرية الالتباس دائمًا، لماذا ؟ لأن الجماعة افترست هذه المساحة، وسيطرت عليها لما يقرب من أربعة عقود متتالية، ومنها استطاعت الحشد، وتكوين شعبية ضخمة لها في غياب الدولة.
ربطت جماعة الإخوان حاجات الكثير من المواطنين البسطاء بها، ولهذا تطرح إشكاليات العلاقة بين الحين والآخر، ضرورة فك الاشباك بينهما، خاصة بعد الكشف مؤخرا عن استمرار بعض الخلايا النائمة للجماعة، داخل جمعيات شهيرة، تحصل على دعم من فئات المجتمع المختلفة، ما يشكك في الهدف الأساسي من الحصول على التبرعات، وإن كانت هذه العناصر تستخدمها في الدعوة للتنظيم والتبشير بعودته.
باحث: "الإرهابية" شكلت إمبراطورية من الجميعات الخيرية نعاني آثارها لليوم
سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، يرى أن الأنشطة الخيرية من أهم مصادر تمويل جماعة الإخوان الإرهابية، موضحا أنها احترفت جمع المال خلف ستار الأنشطة الاجتماعية، وكانت توجهه سياسيًّا، لهذا أنشأت العديد من الجمعيات الخيرية، والمدارس الخاصة، والمراكز الحقوقية، ودشنت فعاليات للاهتمام بالأيتام، والأرامل، والمرأة المعيلة، ومنظمات المجتمع المدني، بل والمنظمات الدولية، وساعدهم على ذلك فرع الإخوان بالخارج، للاستفادة من التمويلات على المستوى الدولي.
وشدد على أن الجماعة، حققت توغلا في المجتمع بجميع طبقاته، ووجهته انتخابيًّا، بعدما عبثت بآلام الضعفاء والفقراء، مردفا: هم لا يعطفون على الفقير، إلا إذا كان ناخبًا، ولا يُساعدون المحتاج، إلا إذا صوَّت لهم، فهم تجار أزمات، على حد قوله.
أما حسين مطاوع، الداعية السلفي، فأكد أن استغلال الإخوان للجمعيات الخيرية ليس أمرًا وليدًا، بل هو قديم مع إنشاء الجماعة والهدف من ذلك كما هو معروف، السيطرة على أموال تلك الجمعيات والاستئثار بها لأعضاء التنظيم.
وأوضح أن الجمعيات كانت تجذب المزيد من المتعاطفين مع التنظيم، بحجة مساعدتهم في أمور حياتهم كالزواج والبطالة وغير ذلك، بجانب سيطرته علي حلقات التحفيظ للقرآن الكريم في المساجد وعدم التفريط فيها لأن في ذلك تربية للنشء علي منهج الجماعة ، على حد قوله.
وتابع: كانت سيطرتهم علي هذه الجمعيات واستغلالهم لها، بابا كبيرا للجماعة لمزيد من التوغل داخل المجتمع وانشاء إمبراطورية إخوانية وظهرت نتيجة هذا عقب الثلاثين من يونيو ٢٠١٣، وما زلنا نعاني آثاره حتي الآن، على حد قوله.