في ذكرى رحيله.. يحيى الطاهر "الجنوبي الذي أفلت من الكرنك إلى القصة"
43 عاما فقط.. تلك السنوات القليلة التي قضاها الكاتب الراحل يحيى الطاهر عبدالله بيننا، قبل أن يلحقه القدر على طريق الأقصر ليرحل عن دنيانا إثر حادث سيارة عام 1981، يوم 9 أبريل.
هو الكاتب والقاص الذي أبى ألا أن تكون حياته خفيفه كضيف، لا يثقل فيها على أحد سوى الأوراق البيضاء التي صب فيها جم إبداعه الأدبي، والتي من خلالها أظهر أنه من أبرز الكتاب الذين خطوا القصة القصيرة وأبدعوا فيها.
حكايته مع يوسف إدريس
كان أول من قدم الروائي الراحل يوسف إدريس، وكانت أولى القصص التي نشرها هي قصة "محبوب الشمس" في "مجلة الكاتب"، حيث كانت مقابلتهم الأولى في مقهى ريش بوسط القاهرة.. ومن ثم تم تقديمه في الملحق الأدبي لجريدة المساء، إضافة إلي قصص للأطفال في مجلة "سمير".
ويقول يوسف إدريس في وصف يحيى الطاهر عبدالله، في مقالا نشره عنه في جريدة الأهرام كرثاء تحت عنوان "النجم الذي هوى": "حين رأيته كان قادماً لتوه من أقصى الصعيد من قرية الكرنك بجوار الأقصر وكان نحيلاً كعود القمح حلو الحديث والمعشر كعود القصب فتان القامة والبنية واللمحة وذلك الخجل الصعيدى الشهم الذى لا تخطئة عين".
دنقل والأبنودي
وكان يحيى الطاهر صديق قريب للشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودي والشاعر أمل دنقل، حيث أقام معهم في منزل واحد عند مجيئه لأول مرة إلي القاهرة من قريته الكرنك.. وأثر رحيل الطاهر في قلب الأبنودي ودنقل، فنعاه كل منهم على طريقته بكلمات مؤثرة، حيث قال الأبنودي: "مش دي نهايتك يا يحيى، يمكن تكون دي البداية".. فيما قال دنقل في رثائه: "ليت أسماء تعرف أن أباها صعد.. لم يمت، وهل يمت الذي يحيى كأت الحياة أبدا".