من راهبات «سراية» الكاثوليك إلى عيادة الفرنسيسكان و«قوافل المحبة»..فى قنا.. « العلاج للجميع»

«الدين لله والعلاج للجميع».. شعار رفعته -منذ سنوات طويلة- المراكز الطبية التى شيدتها الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية، فى محافظة قنا، والتى تقدم الخدمات الصحية لجميع أهالي المحافظة بمقابل رمزى، وفى معظم الأحيان تقدم الخدمات مجانًا.

بيت الرهاب

«بيت الأليصابات» فى قرية «الطويررات» التابعة لمركز ومدينة قنا، واحدًا من المنشآت الطبية التابعة للكنيسة الكاثوليكية، والذى أطلق عليه «بيت الرهاب» أو «السراية»، وكان المكان مخصصا من قبل عدد من الراهبات الكاثوليك الذين قدموا من خارج البلاد لتقديم خدماتهم الطبية للجميع وسمى بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسة الرهبنة الأليصابات، وهم يرفعون شعار «الدين لله والعلاج للجميع». 

خدمات طبية

وفى هذا السياق قال منصور يحيى الراوى، من أهالي القرية: المكان يقدم خدمات طبية منذ عشرات السنين، ولم يبخلوا على مسلم ولا مسيحى بالعلاج من الكبير حتى الصغير، «كلهم رحمة.. وميعرفوش يفرقوا.. وزمان ودلوقتى هما بيقدموا الخدمات للكل»، وهذا المجمع الطبى كان به عيادات لكشف وعلاج عدة تخصصات منها العيون والأذن والأنف والحنجرة، ومؤخرًا أضيف إليها تخصص نساء وتوليد. 

ومن جانبه قال صابر محمود على، من أهالي القرية: "الراهبات" عندما جاءوا إلى القرية كانوا يقدمون الخدمات للأهالي فى داخل المنازل، لكن بالطبع هذا مرهق للجميع، فتم إعداد هذا المكان الذى كان يطلق عليه أهالي الصعيد «السراية» أو «بيت الرهاب»، فخصص وجهز بالمعدات الطبية لاستقبال المرضى وكانت الخدمات ولا تزال تقدم مقابل أجرى رمزى ومن لا يملك نقودًا لا يطلبون منه شيئا ويقدمون الخدمة الصحية له بالمجان، كما أنهم يقدمون الأدوية بالمجان، والمرضى البسطاء يحظون برعاية خاصة ومتابعة بشكل دوري. 

عيادة الفرانسيسكان

وفى مدينة قنا لا يختلف الأمر كثيرًا، فهناك غرفة طبية مجهزة مخصصة ملحق بمدرسة ودير الراهبات الفرانسيسكانى، وكانت تخدم به راهبات قدموا من إيطاليا وعاشوا فى مصر عدة سنوات، ومنهم الكثير الذى فضل الانتقال بين المحافظات لتقديم خدماتهم وقرروا العيش بين أبناء الصعيد. 

وقال صالح نشأت، أحد أبناء مدينة قنا: الخدمة تقدم مجانًا من جانب الراهبات، وذاعت شهرة الراهبات فى علاج أمراض العيون والأذن، وكان المكان يستقبل كثير من المرضى بعدما تناقلت الألسنة الخبرة التى تتمتع بها الراهبات فى العلاج. 

قوافل المحبة

أما مدينة دشنا التى تبعد نحو 40 كيلومترا عند مدينة قنا، فهناك قوافل طبية تقدم أسبوعيا خدمات طبية للجميع وتتكون من عدد من الصيادلة والأطباء البشريين التى يشرف عليها الصيدلى عزت مينا، هذا إلى جانب الخدمات التى يقدمها مركز الأنبا مكاريوس لعلاج المعاقين بقرية الرحمانية التابع لإيبارشية دشنا التى يترأسها الأنبا تكلا. 

وفى هذا السياق قال ممدوح أندراوس مسئول العلاقات العامة بالإيبارشية: تربينا هنا على المحبة والود وعندما يكون أي شخص فى حاجة للمساعدة لا نتأخر وأهالي مركز دشنا يعيش فى حالة تعايش ولا يعرف أي شخص منا التفرقة كل إنسان له حريته فيما يعتنق من دين ولكن حياتنا لنا جميعا نتشارك ولا يكون أي منا فى عذر ويتوقف عن المساعدة والعون، أطلق عليها «قوافل المحبة». 

وأضاف : أبناء الإيبارشية يقدمون قوافل طبية أسبوعيا بمختلف التخصصات الطبية يقدمون العديد من الخدمات من كشف وعلاج وتكون يوم «الجمعة» من كل أسبوع تجوب قرى المركز. 

وفى قرية الرحمانية يوجد دار الأنبا مكاريوس للخدمات العلاجية لذوى الإعاقة، وتقدم الخدمات الطبية المختلفة لجميع أبناء المركز دون أي تفرقه وحال وجود أي حالة مصابة بالمرض مثل الجلطة وقد تؤدى إلى شلل يتم التحرك لها فورا لإنقاذه ما يهم الجميع هنا هو إنقاذ المريض دون تفرقة بين هلال وصليب بل إننا نجتمع للمحبة والسلام وتقديم يد العون لنا كلنا. 

وشدد الأنبا تكلا، أسقف الإيبارشية، على أن الجميع هنا لا يعرفون سوى المحبة وتربطهم علاقات صداقة وود، متمنيًا أن يأتى اليوم الذى يستطيع فيه تشيد مبنى خدمات متخصصة للجميع فهنا الأهالي يستحقون هذا الأمر ويجب علينا تقديم المساعدة. 

من جهته أشار يحيى محمود على، أحد أبناء مركز دشنا، إلى أن «الخدمات الطبية التى تقدمها المطرانية من قوافل طبية بكل قرية والخدمة للجميع ولم نقابل فى يوم بأن سألنى أحد عند دخولها دينك إيه، والإخوة هنا يتعاملون بكل ود ومحبه دون، ونحن نتبنى مبدأ مهم هنا هو الدين للخالق والمحبة والإنسانية للعيش على أرض السلام دون أي شيء يعكر صفو ذلك». 

نقلًا عن العدد الورقي..،