أزمات ما بعد الوباء.. مستقبل مصر ودول المنطقة عقب انتهاء فيروس كورونا
تناول موقع أمريكى، آثار فيروس كورونا على منطقة الشرق الأوسط، فيما بعد مرور الجائحة متوقعا حدوث ما أسماه "وباء جيوسياسي".
وجاء فى تقرير نشره موقع "ديلى بيست"، إن آثار ما بعد كورونا بالشرق الأوسط، ستكون فوضى جديدة عارمة، مشيرا إلى أن النزاعات التي شهدتها المنطقة منذ وقت تجمدت لمواجهة الوباء.
وتابع تقرير "ديلى بيست"، لكن النزاعات لن تختفي، فيروس كورونا ليس معادلا كبيرا، ولن يؤدي إلى اختفاء التنافس والنزاعات والحروب، فهو مثل الهزة الأرضية يقوم بالكشف عن الضعف الأساسي لدى عواصم المنطقة، التي لم تكن مستعدة أكثر لمواجهتها وسوف يفاقم بالتالي اللامساواة الموجودة في الأصل بالمنطقة.
وتابع الموقع تصوره: "مثل صدمات ما بعد الأزمة القاتلة، فإن انهيار أسعار النفط سيؤدي إلى خلل ميزانيات الدول التي تقيم اقتصادها على النفط"، مؤكدا أن دول الخليج تواجه ضربة مزدوجة من فيروس كورونا وانهيار أسعار البترول، لكنها تستطيع التغلب على الأزمة عبر تضخيم الميزانيات بكميات هائلة من النقود.
ورأى أن هذه الدول يبدو أنها كانت جاهزة أكثر من غيرها للتعامل مع الأزمة، وهذا بسبب ما واجهته من وباء "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو ميرس"، مشيرا إلى أنها تحركت بسرعة وبطريقة حاسمة، لتحديد حالات الإصابة بفيروس كورونا وأغلقت حدودها مع دول الجوار.
وشدد التقرير على أن ذلك لا يعني عدم تأثرها –الدول النفطية- بالأزمة الحالية، مبينا أن العراق والجزائر ولبنان ومصر ستتأثر بالتأكيد بشكل سيء بالضربة المزدوجة.
وأوضح أنه في حالة العراق والجزائر اللتين ترتبط فيهما الميزانية بأسعار النفط، فمجال المناورة أمامهما ضيق، مؤكدا أن الأزمة الاقتصادية ستضرب مصر، بسبب توقف السياحة وحركة الطيران، فيما كان لبنان يحاول التخلف عن دفع الديون المستحقة عليه وقبل أن يضرب الوباء ضربته.
وأشار التقرير إلى أن النازحين واللاجئين في المنطقة سيتعرضون لآثار قاسية من الفيروس، ما سيؤدي إلى تدفق المهاجرين إلى داخل وخارج المنطقة، ما سيعطي الدول التي ستستقبل أعدادا منهم، سببا لإغلاق حدودها، معتقدا أنه "نتيجة لهذا سيقع عبء التعامل مع اللاجئين ومساعدتهم، على الدول الأقل قدرة لاستيعاب أعداد ضخمة من النازحين".
ويشير التقرير إلى أن توسع الفجوة ستترك أثرها على الوضع الجيوسياسي بالمنطقة، فالناس اليائسون يلجأون إلى أساليب يائسة وكذا الأنظمة اليائسة تلجأ إلى أساليب أكثر قمعا، فالهجمات الأخيرة على قوات التحالف الدولى من تنظيم داعش في قاعدة التاجي بالعراق التي قتل فيها جنود أمريكيون وبريطانيون، تؤشر إلى موجة جديدة من الإرهاب وهي: حاجة الدول التي أضعفها الفيروس لاستعراض قوتها العسكرية.
ولفت التقرير إلى أن إيران كانت بؤرة لفيروس كورونا من بداية الأزمة، وأدى غياب الشفافية وحرصها على الحفاظ على علاقتها مع شريكتها الصين إلى تحويل الأزمة إلى كابوس مفزع، وهو وضع دفع المحللين للتساؤل عما ستخسره إيران، لو قامت مجموعات موالية لها بتوجيه ضربات وفي أي مكان.
وأوضح الموقع، أن الفيروس جعل أمريكا تركز على وضعها الداخلي، ما سيدفع اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط إلى فحص استعدادها للرد على التصعيد، وفي ضوء ما حدث في إيران والتداعيات الجيوسياسية المحتملة، فهناك أسئلة حول ما سيحدث عندما تصل أو إذا وصلت الأزمة لدرجة التصعيد في مناطق مثل اليمن وسوريا وليبيا وغزة.
وذكر التقرير أنه "في عالم غير متساو فإن الأزمة قد تجعل الحرب غير المتناسقة مهمة أكثر مما هي عليه الآن، وفي الوقت الذي وجدت فيه بعض الأنظمة التي واجهت حركات احتجاج في الفيروس مخرجا إلا أن أيام الحساب لم تنته.
ونوه إلى أن الشوارع في الجزائر ولبنان فزعت بعد انتشار الوباء، ولن يخرج معظم المحتجين إلى الشوارع في الأشهر المقبلة، ولكن المتظاهرين لن ينهوا احتجاجاتهم وسيعودون حال استقرت الأوضاع، خاصة أن بعض المتظاهرين يرون أن أنظمتهم هي أسوأ من الفيروس.
ولفت "ديلى بيست" إلى أن الأزمة كشفت استعداد الحكومة الإسرائيلية للموافقة على حملة تجسس هائلة ضد مواطنيها، في وقت لا يستطيع فيه الكنيست الاجتماع للقيام بالرقابة على البيانات التي تقوم بجمعها أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وأكد التقرير فى نهايته، أن هذه الحالة لا تعد معزولة، فمن ناحية ستؤدي الأزمة إلى توسيع الفجوة بين الحكومات ومواطنيها بسبب الإجراءات القاسية التي اتخذت، مضيفا أن كل هذه العوامل تجعل من فيروس كورونا لحظة فارقة بالمنطقة، ليس بسبب القاعدة الواسعة لانتشاره ولكنه جاء في لحظة تعاني فيها كل دول المنطقة من مشاكلها السياسية وفشلت ببناء مناعة ضد العدو الذي قرع أبوابها بشكل مفاجئ.