رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: "فيس بوك".. عالم الشللية !!

منتصر عمران
منتصر عمران

لا يختلف اثنان على أن الفيس بوك أحدث طفرة كبيرة في التواصل الاجتماعي بين البشر.. ومع هذه الميزة وغيرها إلا أن هذا العالم الافتراضي يُعاب عليه أن الكتابة فيه تنبني على مجاملة شخصية ودوافع شللية.. غير ذلك من أن ما يكتب فيه معظمه خارج عن إطار الإبداع أو تنمية فكرية حقيقية.

وعليه لاحظت شخصيا أنه عند أول اختلاف مع عدد من الأصدقاء يقول لي: "والله أنا أعلق على بوستاتك تعاطفا مني فقط".

وبما أن الأمر تكرر معي من أكثر من صديق باختلاف أشربتهم الفكرية؛ لذا لزم عليَّ الرد والتوضيح.

منذ ولوجي عالم الفيس منذ ما يقارب من عشرة أعوام فقد لاحظت على هذا العالم الافتراضي أن المعاملة فيه حسب الأمزجة النفسية وليس الفكرة أو الرأي.

فمثلا في عهد بدايات مشاركاتي الفيسبوكية كانت لي أطروحات مغايرة تماما لما عليه الآن.. وكان عدد الأصدقاء عندي يقل بكثير عن أصدقائي الآن.. وربما كان موضوع أطروحاتي أقل فهما وأقل فكرا مما هو عليه الآن.. وهذا من مراجعاتي لها.. ومع ذلك كان التفاعل معها كبيرًا بأعداد أكبر بكثير من وضعها حاليا.

وإذا نظرت إلى البعض من أصحاب الحسابات شديدة التفاعل نرى موضوعاتها لا ترتكز إلى ركن حصين من عقيدة صحية أو فكر سليم.. ومع ذلك التفاعل الكبير تبين لي أن التفاعل مبناه في الأساس على المجاملة وليس الاقتناع بمضمون المنشور.

فمثلا إذا كنت تنتمي لفكر معين وكتبت "بوست"، حتى لو كان قليل الجدوى رأيت تفاعلا كبيرا لأن التفاعل ليس للمضمون ولكن التفاعل للشخص.. وعليه يتأكد لي أن الصفحات الفيسبوكية ما هي إلا شلل وتجمعات عصبية.

والله هناك بوستات مضمونها لا يرقى بكاتبها إلى مستوى تعليم إعدادي ولكن التفاعل معه كبير.. تيقنت أن التفاعل ما هو إلا مجاملة ونفاق لكتابها فقط وليس ناتجًا من تأثير علمي أو أدبي أو حتى اجتماعي.

والغريب في الأمر أن كثيرًا من الأصدقاء، سواء في الواقع أو من خلال الفيس فقط عندما يتكلمون معي في الخاص أو ألتقيهم في الواقع يقول لي: "أنا اقرأ كل ما تكتب ولكن من بعيد لبعيد ولا أريد أن أسجل أي تفاعل.. لأني ربما اختلف معك وربما أؤيدك ولكني أتجاهلك لأنك تكتب ساعات شطحات"..

فكان ردي عليه: "والله أنا لا أزعل من الرد ما دام في إطار الأدب والأخلاق"..

فالقصة في الفيس غالبا منتديات شللية ومجاملات وعصبية.. وتشبه إلى حد كبير قعدات المصاطب والدواوين في أيام ما قبل الإنترنت.. وطبعا هناك استثناء.. خلص الكلام.

الجريدة الرسمية