د. حنان طاهر تكتب: المناعة المعنوية.. سلاح خطير في مواجهة "كورونا"
لفت انتباهي هذا الكم الكبير من التعليقات على الأخبار الجيّدة التي تؤكد تحسن الأوضاع في مصر.. وتراجع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، مع ارتفاع منحنى الشفاء، وإشادة منظمة الصحة العالمية بإدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأزمة في مصر.
كثير من التعليقات تنضح بالإحباط، وتكشف عن نفوس مشبعة بفقدان الأمل.
"إذا أردت أن تقتل إرادة أمة فاحرص على نشر الأخبار السيئة والإحباطات، وأكثر من الشائعات باسم النقد".
هذا أحد أخطر أساليب الجماعات الخبيثة، والتي انتهجت طريقة جديدة لمحاربة المصريين، والتشكيك في القيادة الحكيمة التي أثبتت نجاحا لم يسبق له مثيل من قبل، ونالت إعجاب العالم أجمع في مواجهة الأزمة الخطيرة.
اقرأ أيضا:
6 إجراءات من "الصحة" لحماية الفريق الطبي من الإصابة بفيروس كورونا
القيادة السياسية تنبهت إلى خطورة الحالة النفسية للمواطنين، وضرورة تحصينهم ضد الشائعات فأصدرت توجيهاتها إلى وزارة الصحة بوضع خطة بهذا الشأن.
من هنا تحركت وزارة الصحة من أجل حماية الصحة النفسية وزيادة المناعة المعنوية لدى المصريين في مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وكما ذكر بيان لأمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة فإن حملة "احمى النفسية"، تستهدف تفادي المجتمع الآثار السلبية للإجراءات التي اتُخِذت لمواجهة فيروس كورونا مثل العزل والحظر لحماية المواطنين.
حيث أوضحت أمانة الصحة النفسية أن العزل الصحي له آثار نفسية على نفوس الأطفال وكبار السن بسبب تقييد حريتهم بعدم خروجهم من المنازل للتنزه أو الترفيه بأى شكل كان، لكنه هو الإجراء الأهم فى المرحلة لحماية المواطنين والمجتمع.
وأكدت الأمانة العامة للصحة النفسية أن "احمى النفسية" تستهدف توجيه عدد من النصائح للمواطنين لمساعدتهم في التغلب على الشعور بالقلق الناجم عن فيروس كورونا، خلال فترة الإجراءات الاحترازية، مضيفة أن الشعور بالخوف والقلق الناجم عن انتشار كورونا أمر طبيعي، لكن ينبغي التغلب عليه تجنبًا لأية آثار نفسية سلبية قد تترتب على تلك الفترة خاصة للأطفال وكبار السن.
اقرأ أيضًا:
"تضامن البرلمان" توصي بزيادة الدعم النفسي والمجتمعي للمتعافين من كورونا
وأضافت أن النصائح تتضمن ضرورة اتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط جيد من النوم، وممارسة التمارين الرياضية، والامتناع عن التدخين، والتواصل مع الأصدقاء ودائرة المعارف عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، للتخفيف من حدة التوتر.
وقالت إن ممارسة تمارين التنفس والتأمل البسيطة وغيرها من التمارين العقلية تساعد على الهدوء النفسي والخروج من دائرة القلق، بالإضافة إلى الانشغال بالأمور الإيجابية، وأهمية التقارب الأسري، وممارسة أنشطة مشتركة مع أفراد الأسرة.
وتضمنت النصائح لأولياء الأمور لمساعدة الأطفال في التغلب على الشعور بالخوف تجاه انتشار كورونا، والذي ينتج عنه عددًا من الاضطرابات في سلوك الطفل مثل الحركة الزائدة وكثرة التساؤل، وأهمية منح الأطفال المزيد من الوقت والاهتمام، وتخصيص مساحة من الوقت للعب والراحة وممارسة الأنشطة، وتجنب عزلهم عن القائمين على رعايتهم بقدر الإمكان، مشددة على ضرورة التجاوب مع ردود فعل الطفل، وتقديم الدعم له، والاستماع إلى مخاوفه.
وشددت على ضرورة تقديم الدعم النفسي لكبار السن خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة، ومساندتهم بالتواصل المستمر مع العائلة والأصدقاء عبر الهاتف، حيث إنهم أكثر أشخاص يشعرون بالقلق والضغط النفسي، بالإضافة إلى مشاركتهم مع الأسرة في تعليمهم التدابير الوقائية مثل غسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار، وتشجيعهم على استمرار أنشطتهم داخل المنزل.
اقرأ أيضًا:
صفعة قوية للإخوان الكارهين لمصر
يأتي بيان أمانة الصحة النفسية في الوقت الذي شهدت فيه ألمانيا، على سبيل المثال، انتحار وزير بإحدى الولايات؛ مما يعني دق ناقوس الخطر حول تأثير كورونا على حياة الناس نفسيًّا، فالوزير توماس شيفر انتحر بسبب ضغوط نفسية قد يكون لكورونا الجزء الأكبر فيها، كما انتحرت ممرضة إيطالية، تحت توتر شديد بسبب ظنها أنها نقلت عدوى الفيروس لمرضى بالمستشفى.
ولمواجهة تداعيات كورونا نفسيا، يجب التقليل من متابعة أخبار الوباء، أو جعل ذلك محصورًا على أوقات معينة في اليوم، وتفادي المواقع والقنوات التي لا تعتمد على مصادر موثوقة خاصة التي تركز على الأخبار المرعبة، وهو نفس ما تنصح به منظمة الصحة العالمية التي تشدد على تقليص متابعة الأخبار التي تسبب التوتر، والبحث عن المعلومة من مصادر موثوقة أو رسمية.
ورغم أن الوباء فرض علينا التباعد الاجتماعي، إلّا أن الخبراء ينصحون بالاستمرار بالتواصل تليفونيًّا مع الأصدقاء والأقرباء، ومحاولة الترفيه عن النفس بالرياضة المنزلية أو بشيء آخر محبب كالقراءة ومشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى.
ويؤكد الخبراء أن الحالة النفسية هي نصف العلاج من فيروس "كوفيد-19".
وأثبتت دراسات أن التوتر والقلق عاملان أساسيان في ضعف المناعة؛ مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض، على عكس الحالة النفسية الإيجابية التي تعد نصف العلاج إذا لم تكن غالبيته.
الإنسان بحاجة إلى التفاؤل والأمل.. وكل ما هو مطلوب منه أن يعيش متفائلا وعنده أمل.. هذه هي الطريقة التي يجب أن نعيش بها.
ومن يخاف من العدوى بفيروس كورونا فعليه أن يبتعد عن الشائعات لكي ينجح في مقاومة الفيروس.. الخوف ضروة لكن يجب أن يتحول إلى شيء إيجابي.