رئيس التحرير
عصام كامل

ورقة بحثية تكشف تأثير درجات الحرارة على انتشار كورونا

صورة أرشيفيه
صورة أرشيفيه

نشر الدكتور عدلي أنيس، أستاذ الجغرافيا الاقتصادية بجامعة القاهرة، ورقة بحثية على شبكة أبحاث العلوم الاجتماعية SSRN بمجلات  Elsiever عن أثر الحرارة المرتفعة على تقليل انتشار كورونا COVID-19 بشكل وبائي- دراسة حالة أستراليا ومصر..

 

وتناول البحث تأثير الحرارة على انتقال فيروس كورونا بأنواعه المختلفة ومنها سارس 2002 / 2003، وفيروس متلازمة الشرق الأوسط فى عامى2012 / 2013، وبدراسة معدلات المتوسط اليومي للحرارة فى ووهان مصدر فيروس كورونا منذ تسجيل أول حالة وحتى بداية اتخاذ الدولة لإجراءات منع انتشار العدوى..

 

واتضح أن الهواء الدافئ الجاف أو ذا الرطوبة المنخفضة، يساعد على زيادة نشاط كورونا وسرعة انتشاره بشكل وبائي، ووجود حالات فى دول ذات متوسط حرارة مرتفع نسبيا لا يشكك فى نتائج هذه الدراسات، حيث إن هناك متغيرات أخرى مثل انتقال العدوي من شخص لشخص أو قدوم حالات من خارج الدولة من المواطنين، كما يحدث الآن فى مصر.

 عدد المصابين بكورونا في روما 12 مليون شخص

 

كذلك نجد دول الخليج مثل السعودية والكويت والإمارات والتى يعمل بها أعداد ضخمة من العمالة المؤقتة من مختلف دول العالم ولاسيما دول شرق وجنوب آسيا، كذلك يجب ان نفرق بين وجود أعداد قليلة من الحالات وبين وجود عشرات الآلاف من الحالات والانتشار السريع، وتضاعف الأعداد كما هو الحال فى الدول والولايات الواقعة فى الأقليم المعتدل بنصف الكرة الشمالي..

أكدت هذه الدراسة أن معدل درجة الحرارة الأنسب لنشاط الفيروس وانتقاله يتراوح بين 13-24 درجة مئوية.

تم التحقق من تلك النتيجة في الواقع من خلال خرائط معدلات درجات الحرارة الشهرية خلال الفترة من مارس إلى نوفمبر 2020، وحاولت الدراسة التنبؤ بمستقبل انتشار الفيروس خلال المواسم القادمة من خلال الأسلوب الكارتوجرافي، وتحليل خرائط المعدلات الشهرية للمتوسطات اليومية للحرارة، وتم اختيار دراسة حالة مصر وأستراليا كنموذجين لمناخات مختلفة، وللمقارنة بين دولتين، إحداهما في نصف الكرة الشمالي (مصر)، والأخرى في نصف الكرة الجنوبي (أستراليا).

 

النتائج: توصلت الدراسة، إلى تأكيد العلاقة بين درجة الحرارة وزيادة عدد الحالات المؤكدة في أستراليا خلال شهر مارس، وكذلك انخفاض عدد الحالات في مصر في نفس الشهر. تتوقع الدراسة أنه باستبعاد تأثير العوامل الأخرى، ستتحول بلدان نصف الكرة الشمالي إلى مواسم أكثر حرارة، مما يعني انخفاض نشاط الفيروس وضعف انتقاله. بل على العكس من ذلك، تتجه بلدان نصف الكرة الجنوبي نحو مواسم أقل حرارة، وبالتالي إمكانية زيادة نشاط الفيروس وزيادة احتمال انتقاله.

 

إجراءات مشددة لمنع موجة ثانية من كورونا بمدينة ووهان

 

على الصعيد العالمي، تعد المدن التي يكون متوسط درجة حرارتها أقل من 24 درجة مئوية كلها مدن عالية المخاطر لنقل كورونا المستجد خاصة في الربيع الشمالي والخريف والشتاء الجنوبي. لذلك، يتعين على البلدان اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار الوباء.

 

من الواضح أن تأثير درجة الحرارة على انتقال ونشاط COVID-19 في مصر كان أعلى في مارس من أبريل حيث وقع نصف مصر الشمالى فى نطاق حراري أقل من 24 درجة مئوية، وفى أبريل تكون المخاطر أكبر بالنسبة لشمال مصر وشبه جزيرة سيناء، في حين أن نشاط وانتقال الفيروس سوف يضعف تمامًا في مايو؛ حيث ترتفع درجات الحرارة فوق 26 درجة مئوية في جميع الأراضي المصرية..

 

وبالتالى فالظروف المناخية في مصر ستساعد على تقليل خطر هذا الفيروس، يبقى دور المواطنين في الالتزام بالقواعد الصحية والتباعد الاجتماعي والعزل الصحي، وذلك لمنع انتقال الفيروس من شخص لآخر..

 

الجريدة الرسمية