عمر عبد الله جناح المحلة الطائر: الروح سر الفوز بلقب الدوري الوحيد.. وخسرنا بطولة أفريقيا بسبب جمال عبد الناصر (حوار)
انضممت للفريق بـ 25 قرشًا.. وطوبة في رأسي منحتنا الفوز على الزمالك.
المشرف على الكرة غيَّر باب خروج اللاعبين خوفًا من خطف النادي الأحمر لي.
لم يكن فوز غزل المحلة ببطولة الدوري الممتاز موسم 1972- 1973 وليد الصدفة، خاصة وأن الفريق المحلاوي كان يضم كتيبة من النجوم أمثال عمر عبد الله وعماشة وعبد الرحيم خليل وحنفي هليل والسعيد عبد الجواد وغيرهم من النجوم، الذين قادوا الكرة المصرية على مدار سنوات.
ويعتبر عمر عبد الله نجم غزل المحلة السابق ومدير قطاع الناشئين بالمحلة واحدًا من النجوم القلائل الذين سطروا أسماءهم بحروف من نور في تاريخ الكرة المصرية، فقد حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية من الرئيس محمد أنور السادات، عقب بطولة أمم أفريقيا 1976 بالجزائر، وذلك بعدما قاد المنتخب المصري للوصول للمباراة النهائية للبطولة، والتي تم إلغاؤها بسبب أحداث الشغب من جماهير ليبيا بعد هدف محمود الخواجة.
وفى حواره لـ"فيتو" يسترجع عمر عبد الله ذكريات الزمن الجميل مع الفلاحين، وكيف نجح مع جيله في تحقيق لقب الدوري الوحيد لأبناء المحلة.
عبد الله تحدث عن بداياته الكُروية والتي بدأها مثله مثل معظم لاعبي غزل المحلة في منطقة السبع بنات القريبة من النادي، وذلك حتى اكتشفه عزت المالكي الذي يعتبر السبب في اكتشاف معظم لاعبي الجيل الذهبي في غزل المحلة، وانضم لغزل المحلة عن طريق ما يشبه الأكاديميات في الوقت الحالي، وذلك بمقابل مادي 25 قرشا في الملاعب القديمة التي حل محلها مصنع سجاد المحلة في الوقت الحالي، قبل أن يتم ضمه بشكل رسمي لصفوف غزل المحلة عام 1963 بصحبة عماشة وحنفي هليل وعبد الرحيم خليل وعبد الدايم وعبد الستار على.
*بداية .. ما قصة انضمامك لنادى غزل المحلة؟
بدأت بالتدرج في صفوف الفرق المختلفة بقطاع الناشئين بالمحلة، قبل أن أتعرض لإصابة خطيرة جعلتنى أبتعد عن الملاعب لفترة طويلة، لأعود بعدها للملاعب مرة أخرى، وأنضم لفريق تحت 18 سنة وأشارك في مباراة الأهلي والمحلة للناشئين تحت 18 سنة وانتهت المباراة بفوز المحلة بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وسجلت هدفين في المباراة التي كان يشارك فيها مصطفى يونس وحسن حمدي وعدد كبير من اللاعبين الناشئين، الذين صاروا فيما بعد من كبار نجوم الكرة المصرية.
*ماذا عن مفاوضات الأهلي المكثفة لضمك من قلعة الفلاحين عقب هذه المباراة؟
محمد حبيب المشرف العام على الكرة ورئيس نادي غزل المحلة في ذلك التوقيت اضطر لتغيير بوابة خروج الفريق، وذلك بعدما علم برغبة مسئولي الأهلي في الحديث معي ليبدأ النادي الأهلي في مفاوضات ضمي من المحلة، وسط إصرار من المحلة على عدم التفريط في أي لاعب من أبناء النادي، ليقوم مسئولو الأهلي بتغيير عرض ضمي بشكل نهائي لاستعارتي من أجل لعب دورة الصداقة مع الأهلي.
ولكن غزل المحلة رفض العرض، وقام بتحرير عقد رسمي لتحويلي من لاعب هاوٍ إلى لاعب محترف مقابل خمسة جنيهات، على الرغم من عدم قيام إدارة المحلة قبل ذلك بتحرير عقود احتراف للاعبين الناشئين.
*كيف جاء انضمامك للفريق الأول لغزل المحلة؟
حدث ذلك عقب نكسة 1967 والتي تسببت في اعتزال أغلب نجوم الفريق الأول للفلاحين باستثناء عصمت البهنسي، ليقوم المحلة بتكوين فريق من الناشئين، والمشاركة بهم في دوري الشركات، وهو ما ساهم في ثقل خبرات اللاعبين، خاصة وأن دوري الشركات كان يضم في ذلك التوقيت عددًا من اللاعبين الكبار أمثال محمود أبو رجيلة كابتن الزمالك في ذلك التوقيت.
*ما سر فوز غزل المحلة ببطولة الدوري الممتاز التي تعد الوحيدة في تاريخ النادي موسم 1972- 1973؟
الفوز بالدوري جاء بعد تكوين فريق من أبناء مدينة المحلة بعد نكسة 1967 قبل أن يتوقف النشاط الرياضي في مصر موسم 1971\ 1972 بسبب شغب جماهير الأهلي، بعد مباراة الأهلي والزمالك ليبدأ غزل المحلة الموسم الجديد بكتيبة من اللاعبين من أبناء النادي.
ويستطيع الفريق إنهاء الدور الأول من الدوري في المركز الأول بفارق نقطتين عن الزمالك، قبل أن يبدأ الدور الثاني ويهزمنا الترسانة على ملعبنا ليجتمع اللاعبون ويقرر الجميع الدخول في معسكر مغلق داخل النادي لا يتم مغادرته أسبوعيًا إلا كل ثلاث ساعات يوم السبت، لرؤية أسرنا والعودة مرة أخرى.
ليعود الفريق لطريق الانتصارات المتتالية من جديد، ويقترب من حسم بطولة الدوري في مباراته أمام البلاستيك، الذي كان يعتبر من الفرق القوية جدا بالكرة المصرية، وكان في هذا الموسم ينافس على الهبوط للقسم الثاني، وطريقة نجاته الوحيدة هي الفوز على المحلة، بالإضافة لرصد نادي الزمالك مكافآت لفريق البلاستيك من أجل تحقيق الفوز على المحلة، إلا أن لاعبي الفريق كانوا على قدر المسئولية، وفزنا بهدف نظيف وأحرزنا بطولة الدوري.
*ماذا عن الصراعات التي سبقت فوز الفريق بالدوري؟
هناك عدد من أبناء النادي من الجيل الذهبي كانوا يرفضون مساندة الفريق في مباريات الدوري، بالإضافة لقيام عدد من المدربين من خارج النادي باستئجار عدد من الجماهير من أجل الهتاف لهم في المدرجات، ليقربهم من حلم قيادة غزل المحلة الذي كان يعتبر من أكبر فرق الكرة المصرية.
وأتذكر الإرهاب الذي عاناه الفريق في مباراته بأفريقيا أمام كارا برازفيل، والذي فاز عليه غزل المحلة في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، قبل أن يقوم مسئولو النادي النيجيري بلعب المباراة النهائية في إحدى المقاطعات التي تحمل مشاعر الكراهية للرئيس المصري جمال عبد الناصر، ليخسر الفريق المباراة النهائية بثلاثة أهداف مقابل لا شيء وخسر الفريق المباراة النهائية والبطولة بعد ممارسة كافة أنواع الإرهاب ضد الفريق المحلاوي.
*كيف كان مشوارك مع منتخب مصر؟
لاعبو الزمالك كانوا دائمًا يقولون إن لاعبي غزل المحلة هم العمود الفقري لمنتخب مصر، خاصة وأن خط هجوم المحلة كان أقوى خط هجوم في الكرة المصرية في ذلك التوقيت، وبالفعل لعب منتخب مصر مباراة نهائي كأس فلسطين، والتي كانت تعتبر من أقوى البطولات في ذلك التوقيت بنفس طريقة غزل المحلة.
واستطاع عبد الدايم إحراز هدف المباراة النهائية أمام العراق، ليفوز منتخب مصر بهدف نظيف، ليعود بعدها لاعبو غزل المحلة للمشاركة مع منتخب مصر في بطولة أمم أفريقيا بالجزائر عام 78، والتي تعرضت فيها لكدمة شديدة في الوجه، بعد هدف الخواجة في المباراة النهائية أمام ليبيا لأفقد الرؤية للحظات قبل أن يقوم الخطيب باحتضاني وإخراجي خارج أرض الملعب.
*ما هي الوقائع التي ما زالت عالقة في ذاكرتك أثناء مسيرتك الكُروية الحافلة؟
كان المحلة يحتاج للفوز بمباراة أو التعادل أمام الزمالك من أجل ضمان صدارة المجموعة، ومقابلة الأهلي في المباراة النهائية لموسم 1976\1977 في المباراة التي كانت تقام بإستاد القاهرة، ولكن غزل المحلة بدأ المباراة بالضغط من كل الاتجاهات، وسجل هدفين في أول ربع ساعة عن طريق لطفي الشناوي وعبد الرحيم خليل، ليعود بعدها طه بصري مهاجم الزمالك لإحراز هدف للزمالك قبل أن يقوم أحد مشجعي الزمالك بإلقاء طوبة على رأس عمر عبد الله في نهاية الشوط الأول ليقوم عبد الرؤوف المرشدي حكم المباراة بإلغائها، ويفوز المحلة بهدفين مقابل لا شيء عقب قرار اتحاد الكرة ويخسر المحلة بطولة الدوري أمام الأهلي.
ويقرر الزمالك عدم استكمال بطولة كأس مصر اعتراضا على قرار اتحاد الكرة.
*ما هي أمنياتك لفريق غزل المحلة؟
أتمنى عودة غزل المحلة للدوري الممتاز هذا الموسم، وذلك من أجل استرجاع ذكريات الفريق كأحد كبار الكرة المصرية، وأطالب جماهير الكرة المحلاوية باستمرار مساندة الفريق في مشواره نحو العودة للدوري الممتاز.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...