أحد أبطال "الجيش الأبيض".. الدكتور أيمن يوسف يسطر حروفًا من نور في مواجهة كورونا
الخوف يسيطر على الجميع داخل المحاجر الصحية عند وفاة مصاب بفيروس كورونا، يبدأ الارتباك ينتاب الجميع سواء الأطباء أو فريق التمريض، خطواتهم تبتعد عن المتوفى خطوة تلو الأخرى، لا يريدن اتخاذ قرار بتغسيل وتكفين أي متوفى خوفًا من العدوى القاتلة، على الرغم من تفانيهم في عملهم الطبي لمحاولة إسعاف المصابين.
ولكن يأتي طبيب لا يخشى أي شيء.. لا يرى أمام نصاب أعينه غير إنه يريد تكريم الموتى وتكفينهم كما أمره دينه.
الدكتور أيمن يوسف، مدير مكافحة العدوى بمستشفى المبرة ببورسعيد، أحد أبطال الجيش الأبيض، بطل يسطر تاريخٍا من نور داخل جدران مستشفى المبرة الذي يستقبل المصابين بفيروس كورونا، واجبه الوطني والمهني يمنعه من الخوف على نفسه من الإصابة بالفيروس اللعين.
"بطل بورسعيد" قرر أن يحمل على عاتقه مهمة جديدة تضاف إلى بطولاته، وهي تغسيل وتكفين ضحايا فيروس الكورونا في الوقت الذي هرب الجميع من تلك المهمة خوفا على أنفسهم.
صحة بورسعيد: نقل ٥ حالات إيجابية مخالطة من الحميات لعزل أبو خليفة | فيديو و صور
وتعتبر قصة بطولة الطبيب أيمن بوسف، واحدة من القصص البطولية لـ"البالطو الأبيض" ببورسعيد.
تستعرض "فيتو" نبذة عن يوميات الطبيب أيمن يوسف ومواقفه، والتي كان أهمها القيام بعمليتي تكفين وغسل المتوفى "إبراهيم العتر" الذي تم نقله إلى المقابر على سيارة نصف نقل، والذى تم تصوير تلك الواقعة بالفيديو وتم تداولها على نطاق واسع، مما دفع أهالي بورسعيد إلى شن ثورة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي لشكر ولتقدير الدكتور الإنساني.
وتترد على ألسنة أهالي بورسعيد يوميًا قصصًا عن بطولات الدكتور "أيمن يوسف" والذي وصفه الجميع بـ"المحترم" حيث إنه يقوم بعمليتي "غسل الموتى من فيروس الكورونا وتكفينهم في وقت يهرب فيه الجميع من ذلك خوفًا على حياتهم .
وبالرغم من أن مهمته ليست غسل الموتى وتكفينهم إلا أنه يقول لأهالي المتوفى: "أفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فقط"، ثم يطالب الجميع بالدعوة بالرحمة للمتوفى.
كما يقوم الطبيب بنفسه بالتواصل مع سيارة دفن الموتى للتنسيق لدفن أي متوفى جراء الكورونا، وفي حالة الرفض يحاول التواصل على قدر استطاعته بالتعاون مع أهالي المتوفى لدفن الجثمان.
كما يقوم الطبيب أيمن يوسف بأخذ العينات الخاصة بالمشتبه فيهم بالإصابة بفيروس كورونا من المصابين الذين توجهوا إلى مستشفى المبرة، ويقوم بنفسه بنقلها إلى مستشفى الحميات لتحليلها، وذلك لضمان التأكد من تطبيق كافة إجراءات الوقاية والإجراءات الاحترازية، وحتى لا يصاب أي شخص عند نقله للعينات.
ومن جانبهم أشاد أهالي المحافظة بموقف الدكتور أيمن يوسف، داعين الله تعالى أن يحفظه لأهله، وأن يجازيه خيرًا على ما يفعله.
جدير بالذكر أنه أهالي محافظة بورسعيد تداولوا أمس فيديو تم تصويره أثناء نقل جثة "إبراهيم العتبر" ستيني العمر، والمتوفى جراء فيروس كورونا من أمام مستشفى المبرة إلى المقابر على سيارة نقل في مشهد وصفه الجميع بأنه غير آدمي.
وانتشر الفيديو بشكل سريع على مواقع التواصل الاجتماعي، وخرج المحافظ بتصريح أكد فيه أن جمعية دفن الموتى رفضت دفن ضحايا كورونا، مؤكدًا أنه سيتخذ الإجراءات القانونية تجاه تقصيرها في ذلك.