قصة صناعة الستائر والنجف من جريد النخيل في قنا | فيديو وصور
"جريدنا يا معلي سقوفنا.. ومنور بيتنا.. في ضلك عايشين.. وحنملي جيبوبنا من خيرك".. كلمات يرددها الكثير من صناع الجريد في حارة ضيقة بأحد شوارع مدينة نقادة جنوب محافظة قنا حيث يجلس شاب ثلاثيني العمر، يرتدي جلبابا أزرق، ممسكا بيده سكينا طويلا وبالأخرى جريدة كبيرة، لحظات وتصبح قطع صغيرة ويبدأ في لضم تلك الحبات كعنقود طويل يزينها ببعض الأنوار المضأة.
"فيتو" التقت أحمد بدوي منصور، الملقب بفنان التحف من الجريد والتى منها الأبجوارة والستائر والأدوات المكتبية التي تزينه، بالإضافة إلى الكراسي والطاولات والأسر المنزلية.
التطوير
قال أحمد: “إنني تربية على تلك الصناعة واحترفها منذ نعومة أظافري، وفيها أجد نفسي، كما أنني هنا أبيع فن وتحف، ولكن بطبيعة الحال كان لا بد من التطوير والتحديث لتلك الصناعة، فبعد مرور سنوات وظهور الكثير من الصناعات الموازية لتلك الصناعه مثل الدولاب والسرير، وكان لا بد لنا من عمل صناعات مختلفة وجديدة ويكون الطلب عليها”.
وإضاف: “وجدت أن تلك الصناعة تحتاج منا تغير فقمت بصناعة أول شيء وكان الكرسي والستائر والأبجوارة كان عبارة عن ديكور مطلوب لإحدى القرى السياحية ووجدت بعد ذلك الأمر مقبول لدي الكثيرين، وهو ما دفعني إلى الابتكار في تلك الصناعة اليديوة القديمة”.
الديكور
وأوضح: “الكافيتريات والمقاهي كانت هي العامل الرئيسي لابتكار، بعد توقف السياحة كان علينا العمل حتى لا تنقرض تلك الصناعة التي توارثنها عن آبائنا واجدادنا، فضلا عن أنه كان لا بد من كسب لقمة العيش ولكن في نفس الصناعة التي تربينا عليها".
وأضاف أن هذه الديكورات تمتاز بدرجة حرارة رطبة فالجريد لا يسبب ارتفاع درجة الحرارة خاصة في الكافيهات والمقاهي بالصعيد الذي يمتاز بدرجة حرارة عالية في فصل الصيف هذا بالإضافة إلى أنه صحي وجيد التهوية وغير ضار بصحة المواطنين وخاصة في تلك الأماكن.
سر الاقبال
وأشار إلى أن هناك إقبالا من القرى السياحية والفنادق التي تطلب تصميم ديكورات بعينها في أجزاء كبيرة منها وخاصة الأسقف الأرابيسك والآخر من الجريد ، فنحن نقوم برش الجريد ضد السوس وهذا يطيل عمرها، بالإضافة إلى النجف والابليك التي تستخدم للإضاءة في المساء وذلك لخلق أجواء للزائرين وخاصة في المناطق ذات الهدوء والطبيعة الجميلة كما في البحر الأحمر وشرم الشيخ وغيرها من محافظات مصر الرائعة ذات الجو الساحر الذي يبهر العالم.
إقبال من القرى السياحية والتجار.. "فانوس الجريد" بقنا بدلا من الصيني لمواجهة كورونا | فيديو وصور
مدينة الحرفيين
وطالب أحمد بضرورة أن يكون هناك مكان مخصص لزيادة الصناعة وخاصة في ظل الظروف الأخيرة التي يعيشها العالم كله وهي ظهور فيروس الكورونا، ولا ننكر أن هذا الوباء سوف يغير خريطة مصر الصناعية في الفترة المقبلة، وسوف تزدهر الكثير من الصناعات التي كادت أن تتلاشى ومنها هذه الصناعة المصرية القديمة والتي سوف يكون لها طبيعة وسحر خاص وخاصة لدي الغرب الذي يعشق جو المصريين وصناعته.
وأشار إلى أنه لا بد من تقديم يد العون إلى تلك الصناعة من قبل الدولة فلا يعقل أن يظل التعامل من قبل مسئولي مركز نقادة بهذا الشكل المهين مع الصناع والعاملين بتلك المهنة وسمعنا كثيرا عن مدينة الحرفيين التي ستضم الكثير من الحرف ولكن الحقيقة لا، ويجب أن يكون مسئول المدينة من الحرفيين أنفسهم حتي يتمكن من إيصال احتياجاتهم، وحتي اليوم لاجود لها على أرض الواقع وعند خروجنا للعمل في الشارع يتم تحرير محضر لنا، بالإضافة إلى أننا نأمل في تسويق جيد لمنتجاتنا خلال الفترة المقبلة.
الاسعار
أكد أحمد أن الأسعار اختلفت كثيرا عن قبل، خاصة أن الجريد لا يخزن ولذا يجب تصنيعه في ميعاده ولايترك هكذا حتى لا ينضب الماء الموجود في الجريد .وأشار الي أن 1000 جريده في الشتاء يصل إلى 1950 جنيها وفي فصل الصيف عقب قطيع النخيل تصل إلى 1700 جنيه وهذا بالطبع يسبب عبئا علينا.