رئيس التحرير
عصام كامل

30 يونيو.. هل سيكون يومًا داميًا؟


تعلو وتضطرب الأنفاس فى الصدور تحسباً لذلك اليوم، يوم التمرد أو العصيان أو يوم استرداد أو إسقاط الرئيس.. أى ذلك اليوم الذى يحمل العديد من المسميات والذى تجرى له الإعدادات والاستعدادات.. وهناك العديد من التصريحات من هنا وهناك أى من كلا الجانبين أو حتى الأطراف المتعددة حول ذلك اليوم، وهل سيكون بالفعل يوم سحب الثقة من الرئيس مرسى وحكم الإخوان .. أو أنه سوف يكون يوم المواجهة والمجابهة ومراجعة الذات لكل شعب مصر ..


العقلاء والذين تعودوا على التفكير فى صمت وهدوء ومراجعة مواقفهم، والذين يحاولون أن يكونوا على الحياد ولو على المستوى الفكرى.. يرون أنه يمكن أن يكون يوماً دامياً فى حياة مصر، ومن المتوقع أن يكون يوم أحد وقد يكون يوم "الأحد الدامى" نسبة إلى يوم شبيه بذلك اليوم وأنه لابد أن تكون هناك مواجهات ولاسيما أننا نقرأ ما بين الحين والآخر من الميليشيات وعن الجماعات والحركات المتعددة، وأيضاً ضبط كميات كبيرة من السلاح الذى يتعدى بكثير السلاح الشخصى أو السلاح الذى يستخدم للأغراض الشخصية.. ليضم مجموعة من الأسلحة التى لا تستخدم إلا فى الحروب ومع الخطوات النظامية والجيوش ..

ونحن نعلم أن هناك كميات كبيرة من السلاح قد دخلت مصر مهربة عبر الأنفاق وعبر حدود مصر المشتركة مع العديد من الدول الأخرى أثناء الثورة، وثورات الربيع العربى التى تزامنت معها وهى كميات ليست بالقليلة ومنها أسلحة ثقيلة.. وكان الكثيرون يتساءلون متى ستظهر هذه الأسلحة؟ ولمن يتم تعبئتها وحشدها؟ ومتى سيتم استخدامها؟ وضد من ستستخدم هذه الأسلحة؟ وإلإ فلماذا أجمعت ولماذا تم إدخالها؟ فهناك من يريدونها أى هناك مشترون وطالبون لها أى أن هذه الأسلحة عليها طلب من أناس وفئات بعينها ولذلك يتم تهريبها لهم ..

وأن من يقتنون هذه الأسلحة إنما قد اشتروها لأغراض لديهم، وأيضاً لاستخدامها فى أوقات أو ظروف بعينها وهم يعلمون أنها قد أدخلت بطريقة غير مشروعة، ومن ثم فهى سوف تستخدم بالقطع فى أغراض غير مشروعة .. فمن سيخرجون فى 30يونيو أياً كانت انتماءاتهم وأغراضهم فهم لابد أن يصطدموا بعضهم ببعض ونخشى أن توسع دائرة المواجهة لتشهد مصر أحداث ثورة دموية لم تشهدها من قبل أو لم تعانيها وأن تكون هذه هى الحرب الأهلية التى كنا نخاف منها ونخشاها ولكن نتوقعها فى ذات الوقت وندرك أنها لن تكون بالمواجهة السهلة التى يمكن أن تكون قد مرت علينا.

لقد صرحت الجماعات الجهادية بأنها إذا ما حدث فى 30 يونيو أن تم إسقاط الرئيس مرسى فهى سوف تنزل وتعلن الثورة الإسلامية، ومعنى ذلك أنه سوف تكون هناك مواجهات دامية بين فرق بعينها لأن معنى أن يكون هناك تصريح لمساندة فريق بعينه..

كما أن هذه الجموع التى ستخرج لكى ما تسترد هذه الثورة كما يقولون فهم سيعلمون أنه سوف تكون هناك مواجهة وهى مواجهة ليست بالعادية ..وعلينا أن ندرك أنه قد يكون يوما ليس بالسهل وسوف يكون يوما قد يضر بمصر أو أن نفعه سوف يكون له ثمنا وتكلفة باهظة.. وإن كان ذلك هو شأن كل الأشياء وهو أحد نواميس الطبيعة وهى أن كل شىء له ثمن أو مقابل وأننا لا نأخذ شيئاً فى هذه الحياة ودون ثمن .. بل إن الأرواح ذاتها تعد ثمنا بخسا فى الكثير من الأحيان من أجل حياة الشعوب الكريمة وحريتها والتاريخ ملىء بالأحداث التى تؤكد ذلك ولا نملك إلا أن نقول كما قال الشاعر: قدرت خطى فمشيناها وكل من قدر عليه خطى مشاها .
الجريدة الرسمية