الجندى: الرسول خير نموذج لليتيم

تحل علينا اليوم الجمعة لنحتفل بيوم اليتيم وكل فئة فى المجتمع تحتفل بطريقتها الخاصة ،فمنهم من يبتغى وجه الله برعاية اليتيم طول العام وليس هذا اليوم فقط ، ومنهم من يبتغى الشهرة والاضواء والظهور فى وسائل الاعلام والتقاط الصور فى الحدائق والاحتفالات والمواكب ، وتناسي هؤلاء ان اطفال الشوارع لهم الحق عليهم فهم فى حكم اليتامى فليس من الشرع حرمان هؤلاء من حنان الامومة وعطف الابوة ان يحرموا ايضا من عطف المجتمع فهل اطفال الشوارع فى حكم اليتامى ؟

يقول الدكتور محمد الشحات الجندى الامين السابق للمجلس الاعلى للشئون الاسلامية :من المهم الاعتراف ان اليتيم أمانة فى يد اقاربه او القائمين على امره ، وان لم يوجد له أقارب فهو امانة فى يد المجتمع والدولة ، فيجب على الاقارب ان يتكفلوا بكل حقوق الرعاية المادية والمعنوية لكفالة تنشئة صحية واجتماعية سليمة . ومن المهم فى هذا الصدد ان يكون الاحتفال باليتيم الذى نحتفل به هذه الايام مثلا صادقا نحو اداء رسالة الاسلام فى وجوب رعاية هذه الفئة التى برز منها العظماء الذين اثروا واضافوا الى الانسانية بعطائهم الخالد على مدى الزمان . واكثر مثال فى هذا الصدد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان النموذج الذى قام عمه ثم جده برعايته ورعاية حقوقه حتى اصبح رسولا لرب العالمين الذى جاء برسالة خاتمة ملأت الارض رحمة ونور وهداية ..لذلك كانت الاشارة القرانية فى قوله تعالى (واما اليتيم فلا تقهر ) . لذلك من المهم ان يكون الاحتفال باليتيم بما يضمن مواجهة الامراض الاجتماعية التى ابتليت بها المجتمعات الاسلامية فى الوقت الحاضر ، كما نلمسه فى الطفولة المشردة وظاهرة اطفال الشوارع واللقطاء ومجهولى النسب وسبيل ذلك هو التقاط هؤلاء الاطفال ووضعهم فى بيوت للرعاية التى تضمن لهم الحصول على مقومات الحياة الضرورية من المسكن والطعام والشراب والملبس والعلاج . وقد حث الفقه الاسلامى على وجوب رعاية الاطفال الذين لا عائل لهم كما ذكر ذلك الفقيه الحنفى المسمى بالموضلى فى كتابه (الاختيار لتعليل المختار ) ولذلك فإن إيجاد برامج للرعاية الصحية والتربوية والنفسية والتعليمية يصبح امرا ضروريا لحسن تنشئة هؤلاء اليتامى عن طريق اعتماده هذه البرامج على المدى العاجل والاجل .

الأزهر عن يوم اليتيم: آن الأوان لضرب المثل في التضامن والتكافل واخيرا لا يجب ان نتعامل بأى حال من الاحوال مع اليتيم على اساس انه شخص يقل فى وجوب رعايته عن الاخرين لان حق الانسانية متحقق فى جانب اليتيم مما يستوجب رعاية حقوقه فى الرعاية والعناية التى تضمن له حياة آمنى كريمة بعيدا عن عالم الشوارع والجريمة .