دفنت ضحايا الطاعون.. عودة جمعية "شاريتابل" أقدم حانوتي خيري في فرنسا للظهور | صور
استعادت جمعية "لي شاريتابل" الفرنسية الخيرية المختصة بدفن ضحايا الأمراض المعدية والأوبئة التي تأسست عام 1188، عملها مرة أخرى، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، وزيادة عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس المعروف علميًا باسم "كوفيد19”.
وتعرف جمعية ”لي شاريتابل” أو "Confrérie des Charitables de Saint-Éloi" بأنها منظمة خيرية فرنسية تم إنشاؤها عام 1188 أثناء تفشي وباء "الطاعون" الذي اجتاح شمال فرنسا، لضمان دفن الأموات بطريقة صحيحة وإكرامهم، وحماية عائلاتهم وتجنب إصابتهم بالوباء المعدي الذي تسبب في وفاة الملايين حينها تحت شعار" الطاعون لن يقترب منك أو من منزلك".
فرنسا تسجل 509 وفيات جديدة بفيروس كورونا
وبعد أن تفشي فيروس كورونا المستجد وتسبب في وفاة مئات الآلاف علي مستوي العالم باتت جمعية " Charitables " الواقعة في مقاطعة “بيتون” في شمال فرنسا، قامت بمواصلة عملها مرًة أخري بشكل مكثف من خلال مرافقة الموتى إلى مثواهم الأخير، بنفس التقليد الذي يعود لثمانية قرون مع وضع القيود على عدد المشاركين في المآتم بسبب انتشار كوفيد-١٩.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، يظهر أفراد من جمعية " Charitables " بروب أسود وقفزات بيضاء وأقنعة واقية علي وجوههم من باب حديدي بمجرد سماع صوت جرس المقبرة، لنقل النعش الذي يحمل المتوفي في عربة قبل دفنه في التراب بطريقة معينة، مرددين "أرقد بسلام"، مع خلع القبعة التي يرتدونها والانحناء لتوديع المتوفي في مثواه الأخير.
وبدروه قال روبير جينو، مدير الجمعية البالغ من العمر ٧٢ عاما: "يبقى دورنا نفسه مهما كان مستوى المتوفى الاجتماعي من دون تمييز في العمر والدين والمواقع السياسية، مشيرًا إلى أنه كما المريض في حاجة إلي الرعاية فالميت بحاجة إلى الراحة والمعاملة الكريمة في مثواه الأخير.
ويشارك في هذه العملية 25 عضو من ناشطين ومتقاعدين، سنويا في دفن نحو ٣٠٠ شخص في هذه البلدة الواقعة في منطقة “با دو كاليه”، شمال فرنسا، ومع انتهاء المراسم وقبل المغادرة، يتجمع كل 5 رجال حول دائرة مرسومة على الأرض كما ينص التقليد الذي بدأ قبل 832 عام للدعاء للميت.