محمود عاشور يكتب.. الإيواء والحنان قبل الغذاء

نحتفل بيوم اليتيم بعد ان خصصت الدولة يوم الجمعة الاول من شهر ابريل من كل عام للاحتفال بيوم اليتيم ، واليتيم هو من فقدأباه او الابوين معا دون سن البلوغ اى فى مرحلة العناية والرعاية ، ويعانى اليتيم احيانا نظرة المجتمع الدونية له بالرغم من ان الدين الاسلامى يحث على رعاية اليتيم  ويتحدث الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر السابق عن اليتيم ودور المجتمع تجاهه فيقول :ان اليتيم يختلف عن الفقير ، فالفقير قد يكفيه العطاء المادى اما اليتيم فقد لا يكون فقيرا لكنه فى حاجة الى من يكفله ويرعاه ..والكفالة تعنى ان يكون الكافل لليتيم كالاب مع ابنائه فى كل شئ وليس الطعام والشراب فقط . لذا فأول ما تقتضيه الكفالة الايواء والسكن وادماج اليتيم فى اسرة حتى يعيش حياة طبيعية سليمة لذلك حينما نتأمل قوله تعالى فى سورة الضحى (الم يجدك يتيما فآوى ) ولم يقل سبحانه الم يجدك يتيما فأطعمك وسقاك مثلا ، وذلك يؤكد ان الكفالة التامة لا تتحقق الا بالايواء والسكن قبل الطعام والشراب  فضلا عن حق اليتيم فى التعليم والتربية والملاحظة والتوجيه والتطبيب وكل مايحتاجه الابن من ابيه وامه من حنان وفء حتى يشب انسانا سويا ليس مدللا ولا معقدا وذلك لن يكون بعزله عن المجتمع ولكن بانخراطه فيه ومخالطته فى الماكل والمشرب والملبس والمسكن وجميع مجالات الحياة  وفى كفالة اليتيم لابد ان تكون النية خالصة لله تعالى عند التعامل مع اليتيم او الارملة ام اليتيم بعيدا عن مظنة الشبهات والمواطن التى يدخل منها الشيطان باسم رعاية اليتيم حتى لايقع الانسان فى محرم ولذلك فعلى كافل اليتيم ان يتحسس الطريق وان يكون ابا لليتيم يرعاه ويرحم ضعفه  فالاسلام دين الرحمة للجميع كما ان الله عز وجل جعل الاحسان لليتيم علاجا لقسوة القلب ، فقد ورد ان رجلا شكا قسوة قلبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبى (اذا اردت تليين قلبك فاطعم المسكين وامسح على رأس اليتيم )  وترغيبا فى كفالة اليتيم حتى لا يخاف البعض من نقص المال او ضيق الرزق فقد اقتضت حكمة الله عز وجل ان يكون مصدرا لسعة الرزق حتى يقبل الناس على اليتامى ولا يولوهم ظهورهم فقد جاء رجل للنبى صلى الله عليه وسلم يشكو ضيق الرزق وضيق الدنيا بعد ان عمل فى جميع الحرف ورغم ذلك فهو فقيرا ..فقال له النبى : ابحث لك عن يتيم فاكفله . 

اخبار ماسبيرو | الاحتفال بيوم اليتيم باللغات الأفريقية بإذاعة الموجهات فمشى الرجل متعجبا من قول النبى ، وبينما هو كذلك اذا به يجد طفلا ثيابه بالية ويبكى من الجوع فسأل الرجل الطفل عن حاله فأخبره بأنه يتيم وليس له من يقوم على امره فأخذه الرجل عملا بنصيحة الرسول الكريم فإذا بالرزق يأتى اليه من حيث لا يدرى وحلت عليه البركة فى كل شئ .فلما عاد يسال النبى عن السر فى ذلك قال له النبى (انما تنصرون وترزقون بضعفائكم ..يقصد قى ذلك اليتيم حيث هو الاشد ضعفا .