في ذكرى وفاته الثانية.. ماذا كتب أحمد خالد توفيق عن خوف العلماء من فيروس صيني جديد؟
"الكابوس الذى يطارد علماء الفيروسات فى العالم كله هو أن يعود وباء إنفلونزا عام 1918 الذى أطلقوا عليه اسم (الوباء الإسباني) إلى الظهور"، تلك الكلمات التى خطها الكاتب الكبير الراحل أحمد خالد توفيق فى حديثه عن الأوبئة ضمن "سلسلة سافاري" عام ١٩٩٦، وعلى الرغم من مرور عامين كاملين على وفاة الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق، الذى فارق دنيانا بجسده، إلا أنه ترك على حائط قلوب محبيه كتاباته تنبض بالحياة.
ورغم كون سلسلة سافارى، روايات أدبية فى المقام الأول والأخير، إلا أن "العراب" خط فيها تفاصيل الكابوس الذى يطارد العلماء من انتشار وباء غير معلوم، وهو ما يحدث هذه الأيام مع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
يقول العراب فى تتمة حديثه عن الوباء الإسبانى: "لقد فتك هذا الوباء بثلاثين مليونًا من البشر، أي أكثر من ضحايا الحرب العالمية الأولى، وعمليًا لم ينج إنسان على ظهر الكرة الأرضية من الإصابة به سواء كانت شديدة أو خفيفة، قاتلة أو غير قاتلة.. أين يجتمع الخنزير والدجاجة؟ طبعًا عند كل فلاح صينى، كل فلاح صينى يخفى فى حظيرته مختبرًا خطيرًا للتجارب البيولوجية، وفى هذه الحظيرة تنشأ أنواع فيروسات فريدة لم نسمع عنها من قبل.. ولهذا لا نسمع عن أوبئة الإنفلونزا المريعة إلا من جنوب شرق آسيا حتى صار للفظة (إنفلونزا آسيوية) رنين يذكرنا بلفظة (طاعون)".
الذكرى الثانية لرحيل العراب.. أحمد خالد توفيق الغائب الحاضر
ويضيف العراب: "لكن د. شرودنج وبارتلييه يعرفان جيدًا أن الوباء الحقيقى المرعب قادم لا شك فيه.. سيبدأ من مكان ما فى الصين أو هونج كونج.. ساعتها لن يكون لنا أمل إلا فى رحمة الله، ثم البيولوجيا الجزيئية وسرعة تركيب اللقاح".