رئيس التحرير
عصام كامل

فضل ليلة النصف من شعبان

شهر شعبان
شهر شعبان

فضل ليلة النصف من شعبان | سمي شهر شعبان بذلك لأنّ وقت تسميته كان يُصادف تشعُّب العرب فيه وانتشارهم بهدف القتال والحصول على الغنائم، وقيل: بأنّ العرب كانوا ينتشرون في تلك الفترة للبحث عن الماء حتى يسقوا دوابهم وإبلهم، ويتزوّدون منه للصيف.

 

 

فضل ليلة النّصف من شعبان تمتاز ليلة النّصف من شهر شعبان بأنّ لها أهميّة تربو عن فضل وأهمية باقي ليالي شهر شعبان، بل إنّ أهمية تلك الليلة تفوق أهمية معظم ليالي الأشهُر الأخرى، حتّى إنَّ بعض العلماء من جعل لليلة النصف من شعبان أهميةً ربما توازي أهمية ليلة القدر، وقد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث أشارت تلك الأحاديث إلى استِحباب إحياء تلك الليلة، والإكثار من الفضائل والعبادات والطاعات فيها طلباً للأجر والثواب من الله و فسَّر بعض العلماء والمفسرين قول الله تعالى: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) بأنّ المقصود بالليلة المباركة الواردة في الآية ليلة النّصف من شعبان؛ إذ إنّ في تلك الليلة -حسب قولهم- يُقدِّر الله ما سيجري للعباد من الأقدار إلى السّنة اللاحقة، وكلّ ما يخصُّهم ويخص عائلاتهم من الرزق والخير والشر، ثمّ بعد ذلك يُقدّم الله ما يريد من الأرزاق والآجال، ويؤخّر ما يشاء بأمرٍ منه سبحانه.

 

 

الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان ورد في ليلة النصف من شعبان العديد من الأحاديث، وقد ثبت وصحَّ ورود شيء من تلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بينما ثبت كذب بعض الأحاديث التي تتعلق بها، وبقيت بعض الأحاديث متردّدةً في درجة صحتها ولكنها لا ترقى إلى القبول، ولذلك كان من اللازم تبيين ما صحَّ من تلك الأحاديث مما لا يصحُّ منها. الأحاديث المقبولة بخصوص ليلة النّصف من شعبان رُوِي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لجميع خلْقِه إلا لمشركٍ، أو مُشاحِنٍ).

علاج قرآني عظيم للوسوسة وحفظ الإيمان

 رُوِي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (قام رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- من اللَّيلِ يُصلِّي، فأطال السُّجودَ حتَّى ظننتُ أنَّه قد قُبِض، فلمَّا رأيتُ ذلك قُمتُ حتَّى حرَّكتُ إبهامَه فتحرَّك فرجعتُ، فلمَّا رفع إليَّ رأسَه من السُّجودِ وفرغ من صلاتِه، قال: يا عائشةُ -أو يا حُميراءُ- أظننتِ أنَّ النَّبيَّ قد خاس بك؟ قلتُ: لا واللهِ، يا رسولَ اللهِ، ولكنَّني ظننتُ أنَّك قُبِضْتَ لطولِ سجودِك، فقال: أتدرين أيُّ ليلةٍ هذه؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: هذه ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ، إنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يطَّلِعُ على عبادِه في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ، فيغفِرُ للمُستغفِرين، ويرحمُ المُسترحِمين، ويؤخِّرُ أهلَ الحقدِ كما هُم).  

الجريدة الرسمية