بعد ١٩ عامًا من الرحيل شقيقة سعاد حسني: اعتماد خورشيد أخبرتني باسم قاتل السندريلا و"نجم" حذرها قبل سفرها لندن (حوار)
الجنزوري وقف بجانبها خلال فترة مرضها.. وعاطف عبيد ألغى قرار علاجها على نفقة الدولة
المذكرات التى بدأت فى كتابتها اختفت بعد موتها وكانت سببًا فى قتلها
ناس أصحاب مصلحة بعدما شرعت فى كتابة مذكراتها التى كانت تحمل أسرارا وتفاصيل ستفضحهم بها .. قتلوها
سعاد كانت تحب الحياة ولو عايزة تنتحر كانت خدت شوية أقراص زيادة من أدويتها وتموت على السرير
كان عندها فوبيا من الأدوار العالية وكانت ساكنة فى الدور الثانى وكانت بتخاف تبص من البلكونة
بكت بكاءً حارًا بعدما أثير كذبًا عبر إحدى الصحف أنها تتسول فى شوارع لندن وتأكل من صناديق القمامة
دول كثيرة وأمراء عرضوا تحملهم نفقات علاجها ومنحها كل الأموال التى تريدها إلا أنها رفضت
كلام نادية يسرى عن تقديم فيلم يتناول حياة السندريلا خرافات روجتها من باب الشهرة
حسبى الله ونعم الوكيل فيمن أنتجوا مسلسل «السندريلا» الذى تناول سيرتها الذاتية
أشعار صلاح جاهين كانت مصدر دخلها الوحيد، كانت ملتزمة دينيًا ولا تترك فرضًا
نجهز لإنتاج مسلسل جديد عن سيرتها الذاتية بعد فشل مسلسل السندريلا
«مدهشة فى كل شيء، التمثيل، الغناء، الحياة، والموت أيضًا» هكذا كانت سعاد حسنى، سندريلا الشاشة العربية، وستظل دائمًا مدهشة عندما تطل على الشاشة، أو يأتيك صوتها وهى تغنى «الدنيا ربيع.. والجو بديع.. قفلى على كل المواضيع».
أما المشهد الأكثر دهشة فكان مشهد الرحيل.. الشهادات الرسمية تؤكد أن «السندريلا انتحرت»، والعائلة وغالبية من اقتربوا من «سعاد» يؤكدون أنها «قتلت غدرًا»، ليس هذا فحسب، لكنهم يشددون على أن مذكراتها التى شرعت فى كتابة أجزاء منها، وتسجيل جزء آخر بصوتها على شرائط كاسيت، سبب رئيس فى إسدال الستار على حياتها، وإسقاطها من شرفة الشقة التى تسكنها فى عاصمة الضباب لندن، وهى التى كانت تخشى الوقوف فى بلكونة شقتها، بالدور الثانى.
فى مصر! «دم سعاد حسنى فى رقبة كل من أساء إليها»، تصريح كسر به الموسيقار الراحل كمال الطويل حاجز الصمت والأحزان، بعد رحيل السندريلا، وعلق المخرج الراحل يوسف شاهين بـ«أن المأساة كانت أكبر من احتمالها»، كما كان للفنان الراحل كمال الشناوى تعليق صادم وقاس للغاية حينما قال: «قررنا تكريمها بطريقتنا»، وبرغم مرور ما يقرب من ١٩ عامًا على رحيل سندريلا الشاشة العربية، لا يزال المشهد الأخير فى حياة سعاد حسنى لغزًا غامضًا حتى الآن.
لذلك قررنا خلال حوارنا مع شقيقتها جيهان عبد المنعم الشهيرة بـ«جيجي»، فك بعض الألغاز وتوضيح العديد من الحقائق والتفاصيل فى آخر صفحات حياة السندريلا.. فى الحوار التالى:
*تزامنًا مع الاحتفال والاحتفاء بذكرى ميلاد سعاد حسني..كيف تصفين السندريلا وهى شقيقتك من الأم؟
لم تكن بالنسبة لنا مجرد شقيقة بل كانت أما، فبسبب عدم إنجابها كانت تعتبرنا أبناءها، سعاد حسنى كانت تتسم بعزة النفس، ولم تتحدث يومًا عن أى شخص سواء فى الوسط الفنى أو خارجه بسوء، ولا تبوح بأسرار الأصدقاء أو المقربين لها أو مثلما يقول المثل الشعبى «السر فى بير»، لذلك كانت شخصية محبوبة من أصدقائها الفنانين سواء الراحلون أو من هم على قيد الحياة؛ حيث كانت أمينة على أسرارهم ولم تكن تحب النميمة على الإطلاق.
*كيف كانت علاقتها مع والدتها والأسرة؟
كانت بارة بأمى رحمها الله، وتقيم معها فى المستشفى ولا تتركها فى حالة إصابتها بوعكة صحية، وفى الحقيقة والدتها كانت أهم إنسان فى حياتها، وعندما كانت تعلم بأنها مريضة تترك كل شيء وتظل بجانبها.
وأذكر هنا أنه فى إحدى المرات مرضت أمى مرضًا شديدًا وتم بتر أحد أصابعها، وتم حجزها فى المستشفى لمدة شهرين، وقتها أقامت معها سعاد حسنى إقامة كاملة، كما أن أمى ظلت تزور مستشفى النيل بدراوى لمدة ١٠ سنوات حتى وفاتها، وفى كل مرة من المرات كانت ترافقها السندريلا ولا تتركها أبدا.
*لحظة وفاة الأم..كيف كان وقع هذا الخبر الحزين على سعاد حسني؟
كان يومًا صعبًا للغاية على سعاد حسني، حيث كانت تعنى لها الحياة.
*ما الأغنية التى كانت تحب السندريلا سماعها فى عيد ميلادها؟
أتذكر أن أغنية «عيد ميلاد سعيد يا نسمة» فى مسلسل «هو وهي» كانت من أحب الأغانى إلى قلبها.
*ما السبب الحقيقى وراء قرارها السفر إلى العاصمة البريطانية «لندن»؟
الشريحة التى قامت بتركيبها فى فرنسا بعد إصابتها بشرخ فى العمود الفقرى أثناء تصوير مسلسل «المتوحشة» تحركت، وتسببت فى عجزها عن الحركة، إلى جانب تسببها فى آلام موجعة لها، لذلك قررت السفر إلى لندن فى رحلة علاج، وللأسف كانت هذه الرحلة اَخر صفحات حياتها.
*هل تتذكرين اَخر مقابلة جمعتكِ بالسندريلا؟
كانت قبل سفرها إلى لندن مباشرة، قمت بدعوتها على الإفطار فى شهر رمضان الكريم، حيث كانت تحب «لمة العيلة» وتظل تلعب وترقص مع الأطفال وأفراد الأسرة، وكانت تحرص دائمًا على حضور المناسبات والأفراح وأعياد الميلاد مع أسرتها، ولم تكن كباقى الفنانات فيما يتعلق بالسهرات خارج المنزل.
*ما آخر حفلة حضرتها؟
كانت حفل خطوبة ابنتى نيفين قبل سفرها إلى لندن بأسبوع واحد فقط، وأكدت علينا عدم إقامة حفل الزفاف إلا بعد عودتها من رحلة العلاج، حينها قالت لي: «اوعوا تعملوا الفرح قبل لما آجي.. أنا مش هغيب أكتر من ٥ أو ٦ أشهر».
*هل تواصلتِ معها بعد وصولها إلى لندن؟
تواصلت معها تليفونيًا لأخبرها بميعاد حفل زفاف ابنتي، فأخبرتنى أن حالتها الصحية ليست جيدة، قائلة: «أنا تعبانة واعملوا الفرح.. ادعوا لى أبقى كويسة وأظبط ضهرى ونفسيتي».
*قبل وفاتها مباشرة.. هل تواصلتِ معها تليفونيًا؟
بالفعل تواصلت معها، وعرفت أنها تماثلت للشفاء بعد نجاح عملية الظهر، وأكدت لى أنها بخير بفضل الله تعالى، وأنها حجزت تذاكر الطيران، وستعود إلى القاهرة فى يونيو ٢٠٠١، للأسف نفس الشهر الذى قتلت فيه.
*لماذا تقولين «قتلت».. رغم أن هناك آراء تشير إلى أنها انتحرت؟
«اتقتلت.. سعاد متنتحرش أبدًا.. سعاد كانت بتحب الحياة، وكانت متدينة وتصلى ولا تفوت فرضًا، ومش من الشخصيات اللى تنتحر، الناس اللى ضدها بيقولوا انتحرت علشان يبعدوا الشبهة عن القاتل، وردي عليهم: لو عايزة تنتحر كانت خدت شوية أقراص زيادة من أدويتها وتموت على السرير، كمان هى كان عندها فوبيا من الأدوار العالية، وتخاف الاقتراب من شرفة الشقة، وأتذكر أنها كانت ساكنة فى الدور الثانى وكانت بتخاف تبص من البلكونة.
*إذن.. من المسئول عن مقتلها؟
«ناس أصحاب مصلحة خافوا على نفسهم بعدما شرعت فى كتابة مذكراتها التى كانت تحمل أسرارا وتفاصيل ستفضحهم بها».
*هل دفنت جثة سعاد حسنى بالفعل فى مصر؟
هذا حقيقي، وعندما قمت بتغسيلها تأكدت من ذلك، ووجدت أن وزنها ٧٠ كيلو جرامًا عند الوفاة، على عكس ما أشيع أن وزنها وصل إلى ١٠٠ كيلو جرام، وفى السابق كان وزنها لا يزيد على ٤٨ كيلو.
*ما صحة ما تردد أنها قبل رحيلها حلقت شعرها؟
كلها شائعات وأكاذيب روجها المسئولون عن قتلها، فعند تغسليها كان شعرها يصل إلى آخر ظهرها.
*وما أكثر شائعة أزعجتها وأثرت على حالتها النفسية؟
ما أثير كذبًا عبر إحدى الصحف أن سعاد حسنى تتسول فى شوارع لندن، وتأكل من صناديق القمامة الموجودة فى الشوارع، فى الحقيقة الأمر حز فى نفسيتها للغاية، وبكت بكاءً حارا، وعندما تواصلت معها قالت لى «كلام قذر.. ليه أهل بلدى يقولوا علىّ كده؟!»، وسعاد «كانت معروفة بعزة النفس، ودول كثيرة وأمراء عرضوا تحملهم نفقات علاجها ومنحها كل الأموال التى تريدها إلا أنها رفضت، وردت: أنا مصرية واديت لمصر وبلدى هى اللى هتتكفل بيا».
*بعد تداول هذه الأخبار الكاذبة حسبما قلتِ.. هل كان للسندريلا رغبة فى العودة إلى مصر بعد رحلة علاجها فى لندن؟
كانت لديها رغبة قوية للغاية فى العودة إلى الوطن لتخرس الألسنة التى تطاولت عليها وأشاعت عنها أمورا زائفة ولا أساس لها من الصحة، وكانت أمامها الكثير من العروض التمثيلية، لكنها كانت متحمسة للغاية للعمل على خشبة أبو الفنون من خلال مسرحية «الجوكر»، وأتذكر أنها قالت لي: «أنا مشتاقة اشتغل مسرح وارجع أنور من تاني»، وبالفعل كانت قد تعاقدت على هذا العمل.
*برأيك.. هل الدولة تخلت عن السندريلا خلال فترة مرضها؟
«سعاد» لم تطلب مساعدة من الدولة، لكن رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري هو من بادر وأصدر توجيهاته بعلاجها على نفقة الدولة، وبعدما أنفقت كل ما تمتلك على علاجها أرسل لها «الجنزوري» لمدة عام الأموال اللازمة للعلاج، وكانت سعيدة للغاية بهذا القرار، ولكن للأسف الشديد بعد رحيله ومجيء الدكتور عاطف عبيد كرئيس للحكومة ألغى قرار علاجها على نفقة الدولة وقال حينها: «هى مش محتاجة تتعالج على نفقة الدولة».
*بعد قرار عاطف عبيد بوقف علاجها على نفقة الدولة..كيف تصرفت؟
بدأت فى تسجيل أشعار الأب الروحى لها صلاح جاهين بصوتها، مقابل حصولها على مقابل مادى تنفق من خلالها على علاجها، «من كتر عزة نفسها مبتحبش تطلب من حد حاجة».
*ومن من الفنانين وقف بجانب سعاد حسنى فى فترة مرضها؟
لم يقف أحد معها فى أزمتها الصحية.
*لكن تردد أن الفنانة فيفى عبده قدمت لها مساعدة مالية كبيرة؟
لا صحة لذلك الأمر، ولم تحصل على مليم من أحد خلال مرضها.
*وماذا عن الأموال التى كانت مع سعاد حسنى فى شقتها بلندن؟
لا نعلم عنها شيئًا، ما كنا نعرفه أنه تبقى معها مبلغ من تسجيلات أشعار صلاح جاهين، ولكن فى الغالب أن نادية يسرى التى كانت ترافقها هى من أخذت هذه الأموال.
*نادية يسرى كانت قد صرحت مؤخرًا عن نيتها تقديم فيلم يتناول السنوات الأخيرة فى حياة السندريلا.. تعليقك؟
ليس لها الحق فى ذلك، وعندما علمنا بهذا الأمر حركنا دعوى قضائية ضدها، وما أعلنت عنه فى هذا الصدد بمثابة خرافات روجتها من باب الشهرة وتسليط الأضواء عليها، «مش هتعمل حاجة.. إحنا بهدلناها».
*وماذا عن رأيك وأسرة سعاد حسنى فى مسلسل «السندريلا» الذى تناول سيرتها الذاتية؟
حسبى الله ونعم الوكيل فيمن أنتجوا المسلسل»، والأسرة حركت دعوى قضائية ضد المؤلف، وتم منع المسلسل من العرض داخل مصر، ثم تم عرضه على الفضائيات، «الناس شافت العمل قالت إيه القرف ده».
*بعد الانتقاد الشديد الذى وجه للمسلسل.. ماذا كان رد فعل السيناريست ممدوح الليثي؟
قال نصًا: «أصل لما أسرة سعاد حسنى هاجمونى مقدرتش أعمل حاجة عدلة».
*لماذا لا تفكر أسرة السندريلا فى دعم مسلسل يتناول حياتها بشكل دقيق وصحيح؟
نحن بصدد إنتاج مسلسل يحكى السيرة الذاتية لشقيقتى سعاد حسني، ومن المتوقع أن يرى العمل الدرامى النور قريبًا بعد انتهائنا من كتابة القصة كاملة.
*منذ رحيل السندريلا سعاد حسنى والكل يبحث عن المذكرات التى كانت قد كتبتها وسجلتها أيضًا بصوتها على مجموعة من الأشرطة، تلك المذكرات التى اختفت يوم رحيلها الغامض.. هل تعلمين من سرقها أو كيف اختفت؟
كانت تلك المذكرات التى بدأت فى كتابتها سببًا فى قتلها، وللأسف اختفت بعد موتها ولم تظهر حتى الآن، وثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك من وراء قتلها، وأخبرتنى اعتماد خورشيد زوجة مدير المخابرات السابق صلاح نصر بالقاتل والسارق، وأكدت نفس رواية الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم الذى أخبرنى أنه حذر سعاد حسنى من القاتل قبل سفرها إلى لندن.. «اللى قتلها حرمنا منها.. موتتها صعبة بس هى شهيدة».
*ما حقيقة زواج السندريلا من العندليب عبد الحليم حافظ؟
فى الحقيقة.. قصة الحب بين العندليب وسعاد حسنى بدأت بعد فيلم «حسن ونعيمة» وكان عمرها ١٥ سنة، وتم عقد الزواج مع تصوير فيلم «البنات والصيف»، وكانت مدة الارتباط ٦ سنوات.
*وما سر عدم الإعلان عن زواجهما؟
كان عبد الحليم حافظ يود الحفاظ على معجباته، حيث كان معشوق الفتيات فى هذا التوقيت، كما أن سعاد حسنى أيضا كان لها معجبون، فكانت فتاة أحلام الشباب، لذلك فضلا أن يبقى الزواج سرا بينهما؛ حفاظًا على توهجهما الفني.
*ولماذا حدث الانفصال برغم وجود قصة حب بينهما؟
لم يكن الأمر متعلقًا بسوء التفاهم، ولكن أمرًا خاصًا للغاية لا يمكننى الحديث عنه.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...