رئيس التحرير
عصام كامل

خبير اقتصادي يكشف الدول المستفيدة من تراجع أسعار النفط

النفط - ارشيفية
النفط - ارشيفية

قال خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى: عانت أسعار النفط مؤخرا من أكبر انخفاض لها منذ عام 1991.. وأثار انهيار أسعار النفط الذي حدث خلال الأيام القليلة الماضية  ذعر الأسواق التي كانت قلقة بالفعل من تأثير انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط.. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت، المؤشر العالمي للنفط، بنسبة وصلت للنصف تقريبا.

 

 وأضاف الخبير الاقتصادي فى تصريحات خاصة، أن المملكة العربية السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، شنت حرب أسعار في نهاية الأسبوع.. وجاءت هذه الخطوة بعد انهيار التحالف بين منظمة أوبك، بقيادة السعودية وروسيا.. وامتدت الخلافات حول أفضل السبل لإدارة أسواق النفط العالمية في اجتماع عُقد بين أوبك وروسيا في فيينا يوم الجمعة الماضي.. بعد أن قالت روسيا إنها ستتخلى عن التحالف، فحذرت المملكة العربية السعودية روسيا بأنها ستندم على قرارها.

وكانت موسكو قد سئمت من خفض الإنتاج لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط، وشعرت بأن سياسة ضبط العرض أعطت مساحة أكبر لشركات النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية للنمو.

 

وتابع خالد الشافعى: ”أصبحت أمريكا المنتج الأول للنفط في العالم، ومن المتوقع أن تضخ حوالي 13 مليون برميل يومياً في الربع الأول من هذا العام.. وقررت المملكة السعودية خلال نهاية الأسبوع زيادة حصتها في السوق من خلال خفض الأسعار التي يدفعها عملاؤها المفضلون لتتراوح بين 4 دولارات و7 دولارات للبرميل”.

 

 كما يعتقد أيضاً أن المملكة تخطط لرفع إنتاجها إلى أكثر من 10 ملايين برميل يومياً..

وأثر فيروس كورونا بشكل كبير على الطلب على الطاقة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الصين، التي تعد اليوم المستورد الأكبر للنفط الخام، حيث تستهلك حوالي 10 ملايين برميل يومياً.

 

واستكمل حديثه: وقد تعطلت المصانع وألغيت آلاف الرحلات الجوية حول العالم، بينما أصبح تفشي فيروس كورونا الذي بدأ في ووهان، الصين، وباء عالمياً.

 وقالت وكالة الطاقة الدولية: إنها تتوقع تراجع الطلب هذا العام لأول مرة منذ الركود الاقتصادي في العام 2009 الذي تبع الأزمة المالية العالمية.. ولا شك أنه لن تستفيد أي من الدول مما يحدث، إذ ستخسر الدول الرئيسية المنتجة للنفط مبالغ طائلة بصرف النظر عن حصتها في السوق.

 وتدعي روسيا أنها الأكثر عزلة فيما يتعلق بانخفاض الأسعار لأن ميزانيتها السنوية تعتمد على متوسط سعر يبلغ حوالي 40 دولاراً للبرميل، إذ أجبرتها العقوبات الأمريكية على أن تصبح أكثر كفاءة.. أما دول الخليج، فتنتج النفط بأقل تكلفة ممكنة، مقابل حوالي دولارين إلى 6 دولارات للبرميل الواحد في المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة”.

 

وأضاف الخبير الاقتصادي: ”لكن، بسبب الإنفاق الحكومي الكبير والإعانات السخية للمواطنين، فإنها تحتاج إلى سعر يتراوح ما بين 70 دولاراً للبرميل أو أكثر لتحقيق التوازن في ميزانياتها.. ولهذا، فإن أكثر الدول تأثراً ستكون الدول التي تعتمد على النفط والتي عانت من سنوات من الصراع أو الانتفاضات أو العقوبات، مثل العراق وإيران وليبيا وفنزويلا. كما ستتأثر الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، إذ أن طفرة النفط الصخري جلبت معها مفاجأة اقتصادية لبعض الولايات، وستؤذي الأسعار المنخفضة شركات النفط”. 

اقرأ أيضا:

يمن الحماقي: تراجع أسعار النفط يزيد من تنافسية الصناعة

وبالتأكيد ستستفيد الدول المستوردة الكبرى مثل الصين والهند وألمانيا من انخفاض فواتير الطاقة، بينما سيستفيد المستهلكون بشكل عام من انخفاض أسعار النفط وما ينجم عن ذلك من انخفاض في أسعار الغاز، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تتفاعل أسواق التجزئة بشكل مباشر مع العرض والطلب، إلّا أن الضرائب والرسوم الإضافية تشكل الحصة الأكبر من أسعار الغاز في أوروبا، وبالتالي فإن التأثير سيكون أقل وضوحاً.

الجريدة الرسمية