محمود ابو الفتح أول نقيب للصحفيين
إذا كان الصحفى حافظ محمود هو أول عضو التحق بنقابة الصحفيين المصريين فإن محمود أبو الفتح هو أول نقيب للصحفيين، حيث كان صاحب فكرة إنشاء النقابة عام 1941 واستطاع منافسة صاحب الأهرام السورى الجنسية فى الانتخابات .
وكان أبو الفتح تبنى فكرة النقابة لكن اشترطت الحكومة وقتها توفير مقر مناسب للنقابة، شرطا للموافقة فتبرع محمود أبو الفتح بشقته فى عمارة الايموبيليا لتكون مقرا لأول نقابة للصحفيين.
وتخرج محمود أبو الفتح في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول، وعمل فى بداية حياته مراسلا صحفيا لجريدة "وادى النيل" التى كانت تصدر بالإسكندرية فقدم فيها أسلوبا جديدا فى الصحافة يعتمد على الخبطات المثيرة البعيدة عن الأسلوب الأدبى الذى كان سائدا فى ذلك الوقت .
وكان أجر أبو الفتح فى وادى النيل جنيها ونصف الجنيه فى الشهر ،ثم عمل مندوبا دبلوماسيا لجريدة السياسة، ثم تعرف عليه جبرائيل تكلا صاحب الأهرام وعرض عليه العمل بالأهرام مقابل أربعة جنيهات فى الشهر ، فانتقل إلى الأهرام وكانت له خبطات صحفية كبيرة منها أنه كان ضمن ثلاثة صحفيين من مصر والعالم يركب منطاد ديبلن الألمانى فى أول انطلاقة إلى الفضاء، وقام بتغطية الحدث الذى حققت به الأهرام انفرادا صحفيا.
كما كان أول صحفى يقوم بتغطية حادث اكتشاف كارتر لمقبرة توت عنخ آمون وانفردت به الأهرام أيضا .
وعند وفاة داوود بركات رئيس تحرير الأهرام توجهت الأنظار إلى أبو الفتح لتعيينه رئيسا للتحرير إلا أن أصحاب الجريدة رفضوا تولى أحد المصريين أمور الجريدة ففكر مع الصحفى محمد التابعى وكريم ثابت فى إنشاء صحيفة خاصة هى جريدة المصرى واستقال من الأهرام ليصدر الثلاثة جريدة المصرى عام 1936 كمنافس قوى لجريدة الأهرام .
79 عاما على إنشاء نقابة الصحفيين المصريين
وبعد قيام ثورة يوليو 1952 شمل قرار التأميم صحيفة المصرى، وهاجم القرار أبو الفتح وترك مصر ثم توفى عام 1958 فى العاصمة السويسرية جنيف ، إلا أن الرئيس جمال عبد الناصر رفض دفنه فى مصر خوفا من وقوع اضطرابات شعبية أثناء الجنازة لكثرة عشاق أبو الفتح وصحيفة المصرى ، ولما كانت تربطه صداقة بالرئيس التونسى الحبيب بورقيبة طلب دفنه فى تونس بمقبرة خاصة هناك وتم توديعه فى جنازة مهيبة تقدمها الحبيب بورقيبة بنفسه.