رئيس التحرير
عصام كامل

مجلة فرنسية تكشف عن المعارضين السوريين الذين يحظون بثقة باريس

 اريك شوفالييه، السفير
اريك شوفالييه، السفير الفرنسي السابق

كشفت مجلة "لو نوفيل أوبسرفاتور" عن المعارضين السوريين الذين يحظون بثقة ودعم فرنسا منذ بداية الصراع في سوريا، بعد أن توطدت الاتصالات بينهم وبين باريس منذ شهر سبتمبر الماضى.

وكتبت المجلة أن المشهد كما يرويه دبلوماسيون فرنسيون بدأ في شهر سبتمبر الماضى على الحدود التركية السورية حيث اجتمع اريك شوفالييه، السفير الفرسى السابق بدمشق وبشكل سرى مع عدد من المعارضين السوريين الذين تعتبرهم باريس مصدر ثقة بالنسبة لها.
وأضافت أن الدبلوماسي (شوفالييه) يرافقه أحد المساعدين ورجل أمن قام حينها بتسليم محاوريه (من المعارضة السورية) مظروفا بداخله الآلاف من الدولارات نقدا.
وأشارت "لو وفيل أوبسرفاتور" إلى أنه في ذلك الوقت، كانت كفة الميزان في الحرب الأهلية في سوريا تبدو في صالح المعارضة، وذلك قبل أن تحظى القوات النظامية بدعم من مقاتلى "حزب الله" اللبنانى وإيران.
وذكرت أنه ودون توفير الضمانات الكاملة، فإن الشبكات (المتمردين السوريين) التي دعمتها فرنسا في سوريا منذ اندلاع الأزمة في مارس 2011، كانت تقدم أطروحات حول الطريقة التي يمكن من خلالها للقوى الغربية أن تقوم بتقييم مساعداتهم العسكرية المحتملة لها.
ونقلت المجلة الباريسية عن أحد الدبلوماسيين الغربيين قوله أنه "ليس من الممكن أن نقول إننا على يقين 100"، من الوجهة النهائية للأسلحة، لكن مخاطر تسربها أقل من المخاطر عدم القيام بأي شيء".
وذكرت أن المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا تقوم بالفعل بتقديم الأسلحة للمعارضة، إلا أنه بعد قرار رفع حظر الاتحاد الأوربي على شحنات الأسلحة إلى سوريا، فإن فرنسا وبريطانيا سيكون من الناحية النظرية لديهما الحرية في القيام بذلك اعتبارا الأول من أغسطس القادم، وفقا لمدونة قواعد السلوك الأوربية ذات الصلة.
وأوضحت "لونوفيل أوبسرفاتور" أنه ومنذ بداية الانتفاضة، حاولت باريس بناء شبكات (من الثوار) وكسب ثقة المعارضين..فقبل استدعاء سفيرها في مارس 2012، كانت السفارة الفرنسية بدمشق تقدم الأدوية والأغذية "سرا" إلى المتمردين..كما أقامت فرنسا أيضا
اتصالات مباشرة مع "المجالس الثورية المدنية" التي أنشئت في المناطق التي سيطر عليها التمرد، وخاصة في الشمال.
وأضافت أنه بعد اعتراف الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند في نوفمبر الماضى بالائتلاف الوطني السورى المعارض باعتباره الممثل الوحيد للشعب السورى، وبالتالي باعتباره الحكومة المستقبلية لسوريا الديمقراطية، فإن كل مساعدات فرنسا مرت على الفور تقريبا عبر وحدة تنسيق المساعدات التي أنشأها المجلس الوطنى السورى بقيادة نائبة الرئيس سهير الأتاسي.
وأوضحت المجلة الفرنسية أن فرنسا تفضل سالم إدريس، قائد الجيش السوري الحر، حيث تم تسليم شحنات الملابس الوقائية، وأدوات للرؤية الليلية ومعدات الاتصالات عبره (إدريس)..مشيرة إلى أن مصداقيته مشكوك بها في حين تتأكد سلطته بالكاد على العديد من الحركات المسلحة المتباينة التي تشكل التمرد.
وتابعت "ومن هنا جاءت مبادرة فرنسا، باتصال مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتركيا، لتعزيز الضغط على البلدان التي تقوم بالفعل بتوريد الأسلحة إلى سوريا، لتقديمها فقط للمجموعات التي تعمل تحت قيادة إدريس".
الجريدة الرسمية