فضيلة الشيخة.. دورات تدريبية مكثفة لتدريب واعظات الأزهر على الفتوى في قضايا الأسرة والمرأة والطفل
الفتوى لم تعد مقتصرة على أصحاب العمائم ورجال الأزهر فقط، بل إن النساء صار لهن نصيب في الفتوى وتوضيح الآراء الدينية، لا سيما فيما يختص بشؤون المرأة والأسرة والطفل.
واعظات الأزهر
وهو ما يعمل عليه الأزهر الشريف منذ فترة غير قصيرة من خلال عقد آمال كبيرة على الواعظات في نشر الوسطية والاعتدال التي تعلموها في الأزهر الشريف، لاسيما التي تمس المرأة والأسرة والطفل".
بهذه الكلمات عبر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عن رؤية المشيخة في التعامل مع ملف الواعظات بعد آخر لقاء جمعه بواعظات الأزهر الشريف.
وأعرب عن تطلعه لنجاح خطة الأزهر في تأهيل وتدريب الدعاة التابعين له في نشر وسطية الأزهر التي يتعلمونها في الدورات والمراحل التعليمية المختلفة بين أفراد المجتمع من خلال اللقاءات والمناسبات التي يتم الاحتكاك فيها بالمواطن.
دورات تدريبية
تطلع شيخ الأزهر وتفاؤله بالتجربة لم يكن مجرد شعارات ففي سبيل إنجاح ذلك عمل الأزهر الشريف على زيادة الدورات التدريبية التي تعمل على تأهيل وصقل مهارات الواعظات العاملين به.
وتجسد ذلك من خلال تعيين الدكتور إلهام محمد شاهين كأمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية، العام الماضي لتتولى عملية تدريب وتأهيل ووضع خطة محكمة لرفع مستوى الواعظات.
وهو ما انعكس بالفعل خلال الفترة الماضية من خلال زيادة مشاركة الواعظات في عدد من التجمعات والمناسبات المختلفة والتي كانت تعمل على الإحتكاك المباشر بالجمهور، سواء من خلال المشاركة في لجان التوعية بأركان الحج في المطارات المختلفة أو المشاركة في معرض الكتاب الأخير من خلال لجنة الفتوى أو المشاركة الفاعلة التي يشاركن بها في القوافل الدعوية والتوعوية التي ينظمها مجمع البحوث الإسلامية بشكل منتظم في كافة محافظات الجمهورية.
من جانبها أوضحت الدكتورة إلهام محمد شاهين الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر شارك مؤخرًا بعدد 20 واعظة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، من خلال لجنة الفتوى والتي كانت تعمل على الالتقاء المباشر بالمواطنين وزوار المعرض للإجابة على تساؤلاتهم.
مشيرة إلى أنه كان هناك حرص على زيادة الأعداد لهذا العام من أجل تغطية تساؤلات كافة زوار المعرض ولضمان التواجد على مدار اليوم في الركن المخصص للفتوى، حيث كان هناك حرص على عمل استبيانات لرد فعل الناس حول كفاءة عمل المفتية.
وكشفت أن المرحلة الماضية شهدت عقد العديد من الدورات التدريبية للواعظات حتى يكونوا مؤهلين للاحتكاك المباشر مع الجمهور، وذلك ضمن الخطة الموضوعة من أجل إصقال مهارات الواعظات ورفع الكفاءة العملية والعملية لديهم، لافتة إلى أنه من أهم تلك الدورات هي دورة "القضايا الفقهية المعاصرة".
محاور الدراسة
وكانت على 4 محاور كل محور منها يتم تدريسه على مدار أسبوع لتصبح مدة الدورة شهر كامل بالنسبة للمفتية، ثم تم البدء في دورة "صناعة المفتية" والتي تعمل على تأهيل إصقال المهارات الخاصة بالمفتية، حيث انقسمت تلك الدورة إلى شقين الأول منها نظرى وكان في مقر المجمع، والثاني عملي، وكان ذلك على أرض الواقع في لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، وتم تدريب المفتيات على كل ما يخص الفتوى، سواء من حيث كيفيتها أو مراعاة حال السائل أو مآلات الفتوى وما يبنى عليها وغيرها من القواعد الأساسية لعملية الفتوى والتصدي لها، وتم اختبارهن عدة اختبارات سواء النظرية أو العملية، أو شفوية.
وتم فلترة العناصر المتميزة منهن للمشاركة في الفعاليات التي تتم على أرض الواقع مثل لجنة الفتوى في معرض الكتاب، فعل سبيل المثال دورة "القضايا الفقهية المعاصرة" كان عدد من التحق بها من المفتيات 140 واعظة وتم تصفيتهن بعد ذلك لـ44 واعظة للدخول في دورة "صناعة المفتية".
وفي النهاية وقع الاختيار على 20 واعظة صاحبات الدرجات الأعلي للمشاركة في معرض الكتاب الأخير.
ردود الأفعال
وكشفت شاهين أن هناك حرصا شديدا من الأزهر الشريف على أنه في حالة تلقى أي واعظة لأى دورة تدريبية ينظمها المجمع يتم تطبيقها بشكل عملي مع الجمهور، ليتم قياس ردود الأفعال لدراسة المعوقات والاحتياجات التي من المفترض أن يتم تدريبهن عليها لوضع خطتها في الدورات القادمة.
كما يتم قياس ردود أفعال الجمهور نفسه المستقبل لجمهود الواعظة لدراسة الأشياء التي يرى أنها تنقص الواعظة وتحتاج إلى تدريب أكبر فيه، بجانب قياس رد فعل القائمين على المؤسسة نفسها التي تشهد عمل الواعظات مثل دور الرعاية.
نقلًا عن العدد الورقي..،