رئيس التحرير
عصام كامل

حكايات الأوبرا 1 .. ما قصة باليه بحيرة البجع؟

حكايات الأوبرا 1
حكايات الأوبرا 1

أغرب ما يمكن ان يسمعه جمهور الأوبرا والباليهات العالمية، حول باليه "بحيرة البجع" الشهيرة، انها فشلت في أولى عروضها التي أدتها فرقة بولشوي للباليه في موسكو عام 1877.  

 

بحيرةالبجع | فشلوخوفمنألمانيا

ليس فشل فقط، وانما قوبل العرض بوابل من الاستنكار من قبل الصحافة والجمهور، بسبب خوفهم من كون القصة مستوحاه من الفلكلور الألماني، حيث يشير البعض إلى أنها مستوحاة من قصة للكاتب الألماني يوهان كارل أوجست موساوس بعنوان «الوشاح المسروق»، ويربطها البعض بقصة من الفولكلور الروسي «البطة البيضاء». 

 

وبقي الفشل يلاحق بحيرة البجع لصاحبها الموسيقار تشايكوفسكي ومصمم الرقصات ريشنجر، حتى عام 1895، بعد ادخال تعديلات عديدة على محاور الاداء المسرحي والمقاطع الموسيقية من قبل ريكاردو دريجو، بموافقة موديست شقيق بيوتر تشايكوفسكي الأصغر، كما تم ا اختصار المشاهد لتصبح ثلاثة مشاهد بدلا من اربعة .

 

وكان تشايكوفسكي من فرط سعادته وحماسه بالعمل، انجز موسيقاه كاملة في عام واحد، بعد تكليفه من قبل فلاديمير بيتروفيتش بيجيتشيف، مدير مسارح أمبريال الروسية في موسكو، بتلحين هذا العمل الموسيقي، عام 1875 .

 

 

بحيرةالبجع | سينماولوحات 

ومالبثت بحيرة البجع حتى حققت نجاح عالمي، وصل إلي السينما والفن والتشكيلي، والتي كان آخرها فيلم "البجعة السوداء black swan" عام 2010 والذي حقق العديد من الجوائز العالمية . 

 

وبدأت الاعمال السينمائية حول "بحيرة البجع" عام 1931 والتي استهلت بافتتاحية فيلم «دراكولا»، بالمقطوعة الموسيقية للفصل الثاني من «بحيرة البجع»، والتي استخدمت ايضًا في فيلم «المومياء» .

 

 كما عبر الفن التشكيلي عن روعة بحيرة البجع في العديد من اللوحات، ومنها لوحة للفنانة الفرنسية كارولتا إدواردز عام 1944، وعام 2012 كلوحة للفنانة بوني هاملن.

 

 

فماهيقصة بحيرةالبجع؟ 

الفصل الأول يصل الأمير سيجفريد إلى حفل عيد ميلاده 21 المقام في باحات القصر، ليجد جميع العائلات الملكية وسكان المدينة يرقصون ويمرحون، في حين تنافست الفتيات على لفت انتباهه.

 

وخلال الحفل، تعطيه أمه قوساً ونشاباً وتخبره أنه وصل إلى العمر الذي يؤهله للزواج، يفاجأ بكلام والدته عن مستقبله المرسوم فيأخذ هديته ويسرع إلى الغابة بغية الصيد مع أصدقائه. 

 

الفصل الثاني يجد سيجفريد الذي سبق أصدقاءه إلى الغابة، نفسه، وحيداً في مكان هادئ قرب البحيرة التي كانت تطفو على سطحها البجعات بعذوبة. وبينما كان يتابعها ببصره، وقع نظره على بجعة جميلة على رأسها تاج.. ومع حلول الغروب، تحولت البجعة ذات التاج إلى أجمل فتاة شاهدها في حياته. تقدم نفسها للأمير وتخبره عن اسمها:

 

أوديت ملكة البجع، لتحكي له مأساتها التي بدأت حين حولها الساحر الشرير، فون روثبارت، هي وصديقاتها، الذي كان متنكراً في تلك اللحظة بشخصية معلم الأمير، إلى بجعات. وأن البحيرة التي يراها تشكلت من دموع أهاليهم.

 

وتقول له إن الطريقة الوحيدة لفك اللعنة، هي عندما يفصح رجل نقي القلب، عن حبه لها.

 

وقبل أن يوشك الأمير على الاعتراف بحبه لها، تجري مقاطعته من قبل الساحر الشرير الذي يأخذ أوديت من الأمير قبل احتضانه لها، ويأمر جميع بجعات البحيرة بالرقص، حتى لا يتمكن الأمير من اللحاق بها. وهكذا يجد سيجفريد نفسه وحيداً مرة أخرى.

 

الفصل الثالث في اليوم التالي، وخلال الاحتفالات الرسمية في القاعة الملكية، كان الأمير محاطاً بالكثير من الأميرات الجميلات اللواتي لم يستطعن انتشاله من تفكيره بأوديت.

 

وتطلب منه والدته، بصيغة الأمر، أن يختار منهن عروسه، لكنه لا يستطيع. ومجاملة لها، يبدأ مراقصتهن، ليتوقف الجميع عندما تعلن الأبواق وصول فون روثبارت، الذي اصطحب معه ابنته أوديل، التي ألقى عليها تعويذة لتبدو على أنها أوديت.

 

يسحر الأمير بجمالها ويرقص معها، من دون أن يدري أن أوديت الحقيقية تراقبه من النافذة. وسرعان ما يعترف الأمير لأوديل، بصفتها أوديت، بحبه لها. تدفع هذه الفجيعة أوديت إلى الهرب في عتمة الليل، وسرعان ما يلمحها الأمير وهي تبتعد عن النافذة. ويدرك خطأه. ولحظة إدراكه الخديعة، يكشف روثبارت للأمير الوجه الحقيقي لابنته أوديل. وبلا تردد، يغادر الأمير الحفل مسرعاً، باحثاً عن أوديت.

 

الفصل الرابع تعود أوديت إلى البحيرة وتنضم إلى صديقاتها والحزن يثقل صدرها. وما إن يصل الأمير البحيرة حتى يجدهن مجتمعات على الضفة حول أوديت يواسينها. وحين يشرح لها خدعة روثبورت تصفح عنه، وما هي إلا لحظات حتى يظهر لهما مع ابنته بشكلهما غير الإنساني القبيح. ويطالب الشرير الأمير أن يلتزم بكلمته التي قطعها عهداً لابنته والزواج بها.

 

ويحتدم القتال بينهما، ليعود الأمير إلى أوديت، ويقفزا معاً في البحيرة. وهكذا تُفك اللعنة وتعود جميع البجعات إلى صورتهن الإنسانية الأولى، ويقبضن على روثبورت وابنته، ويدفعن بهما إلى البحيرة حيث يغرقان، لتشاهد الفتيات روح كل من الأمير وأوديت، تصعدان إلى السماء فوق بحيرة البجع.

 

الجريدة الرسمية