عبدالحليم حافظ: هزمت عبد الوهاب في أغنية "لا تكذبي"
فى رحلته مع اليتم والعذاب يكشف المطرب الفنان عبد الحليم حافظ الستارعن قصة حياته فى خواطر كتبها وهو على سرير المرض بمستشفى اكسفورد عام 1973 وأعادت نشرها الكاتبة سناء البيسى فى جريدة الأهرام فيقول:
عبدالحليم على اسماعيل شبانة من أب تاجر جلود والام زينب أحمد عماشة بنت عم أحمد رشدى عماشة المحامى الذى رشح قبل ثورة 1952 وزيرا للعدل واعتذر عن قبول الوزارة، والد الصحفية إنجى رشدى.
آخرالعنقود لثلاثة أشقاء هم اسماعيل ومحمد وعلية ويشاء القدر ان تكون حياتى عذاب فقد ماتت أمى يوم مولدى بعد ولادة متعسرة لأستقبل بالنحيب بدلا من الزغاريد وقالو (ارضعوه من ثدى الراحلة ليدفن الفقرى معها) ويحتضنه إسماعيل الشقيق ساهرا بطوله حتى لاتمتد يد للوليد تريد وأده وحتى العمة التى ألقمته ثديها تموت هى الأخرى بعد عام، وبعدها كارثة وفاة الأب ليغدو الابناء الأربعة ايتاما لا احد لهم فى قرية الحلوات مركز ههيا بالشرقية لينتقلوا إلى الزقازيق فى بيت الخال متولى احمد عكاشة ومنه إلى ملجأ الأيتام ليحصل على الشهادة الابتدائية فى السادسة عشر وتتطلع آماله الى القاهرة للاتحاق بمعهد الموسيقى مودعا الزقازيق والملجأ وحقنة البلهارسيا الموجعة وعزبة الحريرى وفلقة سيدنا شيخ الكتاب وفين يوجعك.
قصة كفاح طويلة لشاب جاء من الريف يدرس موسيقى وفى جيبه 2 جنيه يرسلها له أسرته شهريا؟ درس الآلات ودرس الغناء فى معهد الموسيقى العربى ثم الموسيقى فى معهد الموسيقى المسرحية، انسان حساس واحساسه الذكى جعله يلقط كل شيء بسهولة وبسرعة ..لكنى مندفع ومتسرع فى الحكم على الأشياء . يؤمن بالحظ والحظ جعله يلتقى بكمال الطويل ولو مكنش قابله كان لم يصبح مطربا فهو الذى اكتشفه فقد غنى وكمال الطويل لحن له الفن قيمة عظيمة وإذا كنا نحاول أن نسئ إلى استخدام موهبة أعطاها الله للإنسان فكأننا نخدعه سبحانه وتعالى . يجب على الفنان أن يحترم الجمهور وأن يقدر الجمهور عمل الفنان.
رفيق الصبان يكتب: فارسا الزمن الجميل
وكل جيلى من مدرسة عبد الوهاب فكلنا تعلمنا الفن من أغانيه، لكنى هزمت عبد الوهاب فى اغنية "لا تكذبى " وهزمنى عبد الوهاب فى أغنية "لست أدرى”.