رئيس التحرير
عصام كامل

انسحبوا!


لو كنت واحدًا من قادة جماعة الإخوان لقمت بسؤال نفسى سؤالًا مهمًا الآن، وهو لماذا بعد أن كان الناس العاديين قبل عام مضى يتعاطفون معنا أو على الأقل يعادوننا ثم صاروا الآن يكرهوننا ولو طالوا لفتكوا بنا؟


هذا السؤال بات مهما أن يسأله كل إخوانى الآن لنفسه، وبالأحرى يسأله القيادات التي تتولى إدارة الجماعة بعد توالى الأحداث الكاشفة خلال الأيام الأخيرة في الزمالك أمام وزارة الثقافة، وفى دمنهور أمام منزل جمال حشمت وفى الإسكندرية في أحد المعاقل الإخوانية جغرافيًا.

ويتعين أن أبحث بشجاعة عن إجابة هذا السؤال، ولا أبحث عن مبررات وذرائع غير حقيقية، من قبيل أن دعاة الحق يواجهون عادة حربًا من أهل الباطل، أو مثل أن الرسول الكريم تعرض للكثير من العنف والهجوم من الكفار.. فلا الإخوانى رسولًا ولا أهل مصر كفارًا، ولا الإخوان دعاة حق وغيرهم وهم جموع الشعب المصرى أهل باطل.

الشجاعة من الإخوان تقتضى أن يعترفوا بأنهم هم السبب فيما آل إليه حالهم لأسباب شتى، تبدأ بأنهم خدعوا الناس، عموم الناس، واكتشف هؤلاء الناس بفطنتهم ومن خلال ما آل إليه حالهم المخنوق بالأزمات سريعًا هذه الخديعة.. وتنتهى بأن الإخوان منذ أن تولوا الحكم وهم يتصرفون بغطرسة هائلة في مواجهة الآخرين حتى ولو ادعوا التواضع وتظاهروا بأنهم خدم للناس وقال رئيسهم إنه مستعد للذهاب للمعارضين للتصالح معهم.

ولو تحلى الإخوان بقدر ضئيل من هذه الشجاعة سوف يجدون أن الأفضل لهم ولجماعتهم ولدعوتهم، إن كان لهم دعوة بالفعل، الانسحاب فورًا حتى يضمدوا جروحهم ويدرسوا أخطاءهم ويصححوا سلوكهم حتى يغفر لهم شعب مصر جرائمهم السياسية.
الجريدة الرسمية