ذكرى رحيل على أمين.. أول من أدخل الإعلانات للصحافة المصرية
مرض الكاتب الصحفى على أمين في أيامه الأخيرة مرضا شديدا الا انه كان يقهر المرض بالمسكنات ليكتب حتى آخر يوم فى حياته مقاله اليومى فى جريدة الأخبار "فكرة".
ومن أواخر مقالاته كتب وكأنه يودع القارئ يقول: (الذى يحبنى لا يبكى على فكل ابتسامة على شفاه هى قبلة على جبينى)
وجاءت الساعة الحزينة التى فارق فيها الكاتب الصحفى العملاق على أمين مؤسس دار أخبار اليوم مع توأمه مصطفى أمين الحياة . فى مثل هذا اليوم 28 مارس عام 1976.
درس على أمين الهندسة بجامعة شيفيلد البريطانية ، وفى مقال له فى مجلة الجيل عام 1958 كتب عن بدايته يقول : قرأت بالانجليزية عددا من الكتب عن الصحافة الحديثة واكتشفت انها تعتمد فى المستقبل على الهندسة والآلات الدقيقة ، وقررت أن أدرس الهندسة لأساهم فى تطوير الصحافة ، ذلك لأن عائلتى رفضت أن أدرس الصحافة فقررت أن أحصل على بكالوريوس الهندسة وأسلمه لأسرتى ثم اشتغل بالصحافة.
كنت أزور وانا فى لندن كل دور الصحف وارسل إلى شقيقى مصطفى وصفا مفصلا لإدارتها وماكيناتها والمعدات الحديثة فى دور الصحف هذه.
وأنا طالب فى الجامعة عملت مراسلا لروز اليوسف من لندن وكانت تنشر باسم مجهول، وكانت أول خبطة صحفية نصوص معاهدة 1936 التى عرضها المندوب السامى فى إنجلترا، ويومها أرسل رئيس الوزراء المصرى يستفسر عن اسم الصحفى المجهول الذى توصل إلى نصوص المعاهدة وكانت تنشر بتوقيع "السندباد البحرى " وشقيقى مصطفى امين ينشر بتوقيع "مصمص" حتى لا يعلم عائلتنا بعملنا بالصحافة .
وكما نشرت جريدة الاخبار بعد وفاته عام 1976 تقول : شن على امين حملة ضد تجار اللحوم ودعا ربات البيوت الى الإضراب عن شرائها واضطر الجزارون نتيجة للحملة النزول بالاسعار واعلن الرئيس جمال عبد الناصر تضامنه مع الحملة ومنع اللحم فى بيته .
لعب على امين دورا فى السياسة التحريرية لمجلة آخر ساعة ليكون اول من ادخل الاعلانات التجارية فى الصحافة .
أدخل القصة الانسانية للصحافة واعطى لها موقع الصدارة فى الصفحة الاولى وكانت اول قصة هى قصة ليلى عباس المريضة بالسرطان التى قال الاطباء انها ستموت بعد شهور فساند قضيتها وتفاعل معها القراء وطلب احدهم الزواج منها وتكفلت اخبار اليوم بمصاريف الزواج وغنى لها عبد الوهاب ، وبعد وفاتها بكى عليها على امين ووصلته عشرات الخطابات للمواساة .
اقرأ ايضا:
علي أمين يقترح يوماً للأم.. وعبد الناصر يتحمس للفكرة
وقال عنه أقرب أصدقائه اليه الذى زامله فى دراسة الهندسة الصحفى جلال الدين الحمامصى :الصحافة هى نبض على امين ووجوده ومستقبله ومتعته ولذته وهواه الذى يتنفسه ، معجون بالمادة الصحفية .
ويقول عنه تلميذه احمد رجب : ان على امين هو اول صحفى عربى ينقل باب البخت من الصحافة الاجنبية الى العربية وكانت وجهة نظره ان القارئ يجب ان يتفاءل كل صباح وان يتوجه الى عمله وابتسامة على شفتيه .