رئيس التحرير
عصام كامل

"عند المساء".. نص عظة البابا فرنسيس بساحة الفاتيكان

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

 "إنَّ الرب يسألنا من صليبه ويدعونا إلى إيجاد الحياة التي تنتظرنا، إلى النظر نحو الأشخاص الذين يطلبوننا، إلى تمتين النعمة الساكنة فينا والإقرار بها وتحفيزها" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا وقفة الصلاة من ساحة بازيليك القديس بطرس.

ترأس قداسة البابا فرنسيس "بابا الفاتيكان" وقفة صلاة من ساحة بازيليك القديس بطرس، ومنح في ختامها البركة لمدينة روما والعالم والغفران الكامل لجميع المؤمنين الذين تابعوا الاحتفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وألقى بابا الفاتيكان عظة قال فيها: "عند المساء" هكذا يبدأ الإنجيل الذي سمعناه، ويبدو لنا وكأنّ المساء قد حلَّ منذ أسابيع. ظلمة كثيفة قد غطّت ساحاتنا ودروبنا ومدننا واستولت على حياتنا وملأت كل شيء بصمت رهيب وفراغ كئيب يشلُّ كل شيء لدى عبوره، نشعر به في الهواء وفي التصرّفات وتعبّر عنه النظرات. وقال إن الجميع مدعو لكي نجذِّف معًا في السفينة، ومعوزون لتعزية بعضنا البعض. جميعنا موجودون على هذه السفينة، وكهؤلاء التلاميذ الذين يتكلّمون بصوت واحد خائفين وقائلين "إننا نهلك"، هكذا نحن أيضًا قد تنبّهنا أنّه ليس بإمكاننا أن نسير قدمًا كلٌّ بمفرده وإنما علينا أن نسير معًا. وأضاف أن العاصفة تكشف ضعفنا وتُظهر تلك الضمانات الزائفة التي بنينا عليها برامجنا ومشاريعنا وعاداتنا وأولوياتنا، تظهر لنا كيف تركنا وأهملنا ما يغذّي ويعضد ويعطي القوّة لحياتنا وجماعتنا. إن العاصفة تكشف جميع نوايانا بأن نضع جانبًا وننسى كل ما غذّى أرواح شعوبنا، وجميع محاولات التخدير بواسطة عادات تبدو في الظاهر مخلِّصة ولكنها غير قادرة على أن تذكرنا بجذورنا ومُسنّينا فتحرمنا هكذا من الحصانة الضرورية لمواجهة الضيق والمحن. وتابع قائلًا: مع العاصفة سقط قناع تلك الأنماط التي كنا نخفي بواسطتها "الأنا" لأننا كنا نخاف على صورتنا فكُشف مرّة أخرى ذلك الانتماء المشترك (المبارك) الذي لا يمكننا أن ننكره: إنتماؤنا كإخوة. وأشار إلى أنه يمكننا أن ننظر إلى العديد من رفاق الدرب المثاليين، الذين تصرفوا وسط الخوف، مضحّين بحياتهم، إنها قوة الروح القدس الفاعلة التي تُترجم في تكريس الذات بشجاعة وسخاء، كم من الآباء والأمهات والأجداد والمدرّسين الذين يعلّمون أطفالنا، من خلال أفعال صغيرة ويومية، كيف يواجهون ويتخطون هذه الأزمة عبر إعادة تكييف العادات، ورفع الأنظار والتحفيز على الصلاة، كم من الأشخاص يصلّون، ويتضرعون من أجل خير الجميع، الصلاة والخدمة الصامتة هما السلاح الذي ينتصر. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: "ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أإلى الآن لا إيمان لكم؟" أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، من هذا المكان الذي يتحدث عن الإيمان الصخري لبطرس، أود أن أوكلكم جميعًا إلى الرب بشفاعة العذراء، خلاص الشعب ونجمة البحر في العاصفة، من هذه الأعمدة التي تعانق روما والعالم، لتحلّ عليكم بركات الله، كمعانقة معزية. أيها الرب بارك العالم، امنح الصحة للأجساد والعزاء للقلوب. إنك تطلب منا ألا نخاف. لكن إيماننا ضعيف ونحن خائفون. لكنك، يا رب، لا تتركنا في خضم العاصفة. قل لنا من جديد "لا تخافوا". ونحن مع بطرس "نلقي عليك جميع همومنا لأنك تُعنى بنا".

الجريدة الرسمية