قصة وثيقة ألمانية تنبأت بفيروس كوورونا منذ عام 2012 وحددت موعد ظهور اللقاح
منذ تفشي فيروس كورونا في العالم الذي بدأ من مدينة ووهان الصينية، تتسرب بين الحين والآخر معلومات حول توقعات دوائر غربية لجائحة وباء يحمل يعضها معلومات تشير إلى ملامح ما يحدث الآن.
وفي هذا الصدد نشر موقع "كوركتيف" الألماني تقريرا سلط من خلاله الضوء على الجدل الذي أثير في ألمانيا بشأن ظهور وثيقة حكومية تعود لسنة 2012 تتحدث عن ظهور فيروس في آسيا وانتقاله إلى أوروبا.
وقال الموقع: إن الكاتب واليوتيوبر الشهير هايكو شرانغ أثار ضجة بعد أن نشر مقالا يدعي فيه وجود مخطط سري للحكومة الألمانية منذ سنة 2012 يتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد. وقد اعتبر هذا الكاتب أن هذه الوثيقة الصادمة تصف الوباء الحالي بشكل دقيق.
وأوضح الموقع أن تحليل شرانغ لمحتوى هذه الوثيقة كان مضللا، علما بأنها احتوت بالفعل على تقييم للمخاطر أجرته الحكومة الفدرالية الألمانية حول فرضية تفشي وباء افتراضي أطلقت عليه تسمية "مودي سارس".
والوثيقة هي تقرير متاح لعامة المواطنين نشرته الوكالة الفدرالية للحماية المدنية ومجابهة الكوارث كنموذج للتوقي من فرضية اندلاع وباء في ألمانيا.
وأضاف الموقع أن تقرير الحكومة الفيدرالية حول تقييم المخاطر والحماية المدنية لسنة 2012، تم تقديمه للبرلمان الاتحادي ونشر في الثالث من كانون الثاني من العام 2013. ويتضمن هذا التقرير اثنين من السيناريوهات، يتعلق الأول بفيضان ناتج عن الذوبان السريع للثلوج، بينما يتمحور الثاني حول تفشي وباء ناجم عن فيروس أطلقت عليه تسمية "مودي سارس".
وكانت مؤسسة روبرت كوخ لدراسات الصحة العامة هي التي عملت على دراسة السيناريو الثاني بالتعاون مع وكالات فيدرالية أخرى.
ويتمحور هذا السيناريو حول وباء خارج عن المألوف سببه انتشار مرض جديد، وقد تمت عملية المحاكاة بالاعتماد على فيروس سارس، الذي تم اكتشافه للمرة الأولى في شباط 2003.
ونقل الموقع عن المتحدثة باسم الوكالة الفدرالية للحماية المدنية ومجابهة الكوارث، أورسولا فوكس، قولها إن "تحليل المخاطر الذي تم إصداره يستخدم كمقاربة وقائية لمجابهة المخاطر المحتملة على الصعيد الوطني، ودراسة تأثيراتها المحتملة على الناس وحياتهم اليومية والأمن والنظام العام.
ويمكن الاستناد إلى نتائج هذه الدراسة للحصول على معلومات واتخاذ قرارات مبنية على مخططات وقائية ودفاعية مسبقة".
وأشار الموقع إلى أن هذا النوع من التقارير يصدر بشكل دوري في ألمانيا منذ سنة 2012. وإلى جانب محاكاة فرضية تفشي فيروس خطير، كان التقرير الصادر سنة 2013 يحاكي فرضية حدوث عاصفة ثلجية، وفي سنة 2014 حدوث مد بحري هائل، وفي سنة 2018 حدوث جفاف.
وكل هذه التقارير متاحة لمن يريد الاطلاع عليها على موقع الوكالة الفدرالية للحماية المدنية ومجابهة الكوارث.
وحسب المتحدثة باسم الوكالة الفدرالية، فإن هذه السيناريوهات كانت تبحث في أسوأ الاحتمالات الممكنة، أو ما يعرف على الصعيد الدولي بعبارة "أسوأ حالة ممكنة".
نشرت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية تقريرا حول نفس الموضوع، ذكرت فيه أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أقرت بأن السياسيين في البداية لم يأخذوا فيروس كورونا بالجدية الكافية، رغم وجود تقرير تقييم المخاطر الذي يحاكي هذه الفرضية والذي صدر عن مؤسسة روبرت كوخ الألمانية في سنة 2012، وتحقق جزء منه الآن.
ونوهت الصحيفة بأن هذا التقرير جمع المخاطر والإجراءات التي يجب اتخاذها في حال حدوث وباء غير مألوف، يبدأ في آسيا - حيث ينتقل الفيروس من حيوان بري إلى الإنسان في الأسواق - ولا يتم تقييم الخطر الناجم عن هذا المرض إلا بعد أسابيع، حين يكون قد وصل إلى ألمانيا.
وذكرت الصحيفة أن هذا التقرير يشير أيضا إلى أن فترة حضانة الفيروس تتراوح في الغالب بين ثلاثة وخمسة أيام، إلا أنها قد تكون أيضا بين يومين و14 يوما.
وتحدث العدوى عبر قطرات سوائل الجسم. وتتمثل الأعراض في الحمى والسعال الجاف وضيق التنفس والقشعريرة وصداع في الرأس. كما يذكر هذا التقرير أن الوباء المفترض لن يكون خطيرا على الأطفال والمراهقين الذين سيتجاوزونه بسرعة، فيما يعاني منه كبار السن.
الصحة: استخدام المدارس والفنادق كمستشفيات لمواجهة كورونا في حالة واحدة
وأفادت الصحيفة بأن التقرير ينبه إلى أنه في صورة تحقق هذا السيناريو، فإن الإجراءات المتخذة لن تقتصر على الانتباه لمعايير النظافة الشخصية وارتداء الملابس الواقية فحسب، بل يجب أن تمتد أيضا إلى إجراءات العزل والحجر الصحي للمرضى والمشتبه بحملهم للعدوى، إلى جانب غلق المدارس وإلغاء الفعاليات الكبرى والحد من حركة الطيران. أما التوصل للتلقيح لهذا المرض فهو أمر يستغرق ثلاث سنوات، بعد أن تمر ثلاث موجات من المرض.