رئيس التحرير
عصام كامل

بعد رعب كورونا.. البطالة تشعل الخلاف بين الإسرائيليين والحكومة

الإسرائيليون في المستشفيات
الإسرائيليون في المستشفيات

بعد اندلاع أزمة كورونا في إسرائيل، تم بالفعل تسريح أكثر من 730 ألف عامل إسرائيلي ليتفاقم سقف البطالة في دولة الاحتلال التي تعاني من تدهور اقتصادي وارتفاع في معدلات البطالة.

 

تسريح العاملين

تسريح العاملين الإسرائيليين دفعهم لتوجيه انتقادات حادة لحكومة نتنياهو التي لم تحرك ساكنًا بل تجاهلت من انقطع مصدر رزقه ولم تبال بتعويضهم على الطريقة الأوروبية في الوقت الذي تباهت فيه مرارًا وتكرارًا أنها بمثابة قطعة أوربية في كل شيء على رقعة الشرق الأوسط، ولكن الواقع على الأرض يدلل على عكس ذلك، وجاءت أزمة كورونا لتكشف زيف ادعاءات الاحتلال.

 

وقال الإعلام العبري اليوم الجمعة، إن أزمة كورونا والصعوبات الاقتصادية دفعت العديد منهم إلى البحث عن عمل بديل لا يرتبط بمؤهلاتهم أو عملهم السابق.

 

فيلم رعب

ورصدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، روايات بعضهم، منهم روتيم إيجوزي، كانت تعمل في السابق في إدارة شركة للعلاقات العامة، تتحدث وهى تبكي قائلة: "تجميد عملي بسبب الأوضاع الحالية سبب لي صدمة كاملة وقلقًا شديدًا، شعرت وكأنني في فيلم رعب أردت الاستيقاظ منه ولكن لم أستطع”.

 

وأضافت أنها قررت العمل في مجال الطبخ المنزلي حاليا نظرًا لأنها في حاجة إلى المال وتعول ابنة عمرها 10 سنوات ولا تملك رفاهية الجلوس دون عمل، مضيفة: “تعرف ابنتي أنني المعيل الوحيد لها، شرحت لها أننا سنتضرر ماديا قليلاً الآن، لكنني لم أضع أي مخاوف أمامها”.

 

سلوك الدولة

وبسؤالها عن رأيها في سلوك الدولة تجاه قطاع الأعمال في ظل الأزمة الراهنة؟ قالت: "غاضبة من الدولة للغاية، أشعر أننا تم هجرنا، والدولة تجاهلت الشركات الصغيرة، ونعيش في حالة من عدم اليقين والقلق المستمر، أنا، مثل أي شخص آخر، في انتظار انتهاء هذا الكابوس ومن ثم سأعود إلى مجال عملي في العلاقات العامة مجددًا”.

 

إيدن دروكمان-رافائيل، 40 سنة، إسرائيلي آخر كان يعمل محاضرًا في الرياضيات ومرشدًا سياحيًا في الخارج، وتسببت أزمة كورونا في تقاعده عن العمل، وبدأ يبحث عن عمل بديل في مجال السوبرماركت نظرًا لـ معدلات البطالة الكبيرة ويقول لرافائيل: "في مرحلة مبكرة إلى حد ما من تفشي كورونا، أدركت أن الاقتصاد يتجه نحو معدلات بطالة كبيرة".

 

وآريا (اسم مستعار) حتى وقت قريب كان يعمل كمعالج بديل في إحدى عيادات صندوق المرضى، عندما أغلقت العيادة التي كان يعمل بها، بدأ يبحث عن عمل بديل، عمره 50 سنة، متزوج وأب لطفلين، رفض الكشف عن اسمه، وقال: "أعمل حاليا في مجال غسل الصحون بالمطاعم، وأخشى أنه إذا عرفوا ما أفعله اليوم، فلن يعيدوني إلى العمل عندما تستقر الأوضاع لاحقًا".

 

وبلغت نسبة البطالة في إسرائيل منذ بداية شهر مارس وانتشار فيروس كورونا هناك 18.6٪، وارتفع عدد المصابين لـ 3035 بينهم أكثر من 40  حالة خطرة، بحسب وزارة صحة الاحتلال.

 

5 أضعاف

وقفز معدل البطالة داخل البلاد 5 أضعاف متجاوزا عتبة الـ 20 % على خلفية تفشي الفيروس، ووصل عدد العاطلين منذ مطلع مارس الجاري إلى 679 ألفا و778، وفق ما أوردته صحيفة "معاريف" العبرية، كما أن العاطلين في تزايد مستمر في إسرائيل على مدار الساعة، وبإضافة 157 ألفا و851 من الفترة التي سبقت تفشي كورونا يصبح العدد الكلي للعاطلين عن العمل في إسرائيل 837 ألفا و629.

 

اقرأ أيضا: 

بوتين يبحث مكافحة "كورونا" في روسيا مع الحكومة 

 

وارتفعت معدلات البطالة في إسرائيل بعد إغلاق وتقليص أعمال وخدمات قطاعات عديدة، في إطار إجراءات حكومية للحد من تفشي كورونا، كالسياحة والفنادق والطيران والمطاعم والمقاهي وتسريح العاملين بها أو منحهم إجازات بدون مرتب.  

الجريدة الرسمية