أحمد زكي: أتمنى تقديم شخصية الشعراوي
حالة متفردة شديدة الخصوصية فى تاريخ السينما المصرية بعد أن كسر قاعدة النجم الوسيم أو فتى الشاشة، لكنه نجح بالموهبة والإرادة.. إنه “الإمبراطور” أحمد زكى الذى تحل اليوم الذكرى الخامسة عشرة لرحيله ــــ 27 مارس 2005 ــ بعد صراع طويل مع المرض.
ولد أحمد زكى عبد الرحمن عام 1949 وهو الابن الوحيد لوالده الذى توفى بعد ولادته وتزوجت أمه بعد وفاة زوجها فرباه جده.
حصل على الشهادة الإعدادية والتحق بعدها بمدرسة الصنايع الثانوية بالزقازيق، وشجعه ناظر المدرسة على التمثيل فى فرقة المدرسة وبالصدفة حضر بعض الفنانين من القاهرة لحضور حفلة المدرسة، وعندما شاهدوا تمثيله المعبر نصحوه النزول إلى القاهرة والالتحاق بمعهد الفنون المسرحية.
وبالفعل تخرج في المعهد عام 1973 وبعد عام واحد من تخرجه مثل فى فيلمى بدور وأبناء الصمت وبدأ مشواره الفنى بداية السبعينيات.
وحول الفن فى حياته يقول الفنان أحمد زكى من خلال حوار إذاعى مع الإذاعية أمينة صبرى عام 2001:
الفن أذواق وياريت نستطيع تقديم أفلام تتفق عليها كل الأذواق.. ولكن هذا مستحيل قررت أن أنتج أفلامى بنفسى برغم أننى أبيض يا ورد وعلى الحديدة، وأعتقد أننى ناقد شرس لنفسى بل أكثر شراسة من أى ناقد متخصص، أنقد السلبيات فى السينما لأنها حبى وعمرى كله.
ماذا أفعل فى حياتى إذا الفن هو كل شيء فيها، ما العمل وإلى أين أهرب إذا كانت مهنتى هى هوايتى، وكلما شعرت بالتعب أجد نفسى مشدودا إلى العمل مرة أخرى لتزداد متاعبى وهمومى فحبى لفنى يعذبنى .
حزبى هو فنى وأنا غيور على مصلحة مصر ولست منضما تحت أى لواء أو حزب، معاناتى التى أعيشها هى الشائعات المغرضة التى تجعلنى فجأة أصاب بحالة من الغثيان لأننى فى اللحظات التى أكون مشغولا فيها بالبناء يأتى من ورائى من يهدم ما بنيته بل ويسويه بالأرض، الشائعات مثل الضرب تحت الحزام تطلق من أناس مهمتهم إفساد حياة الآخرين.
الصراحة هى الأرض التى أعيش فوقها، وهى لا تجلب مالا ولا تصون عرضا والصريح أصبح إنسانا لا يطاق لكنى لا أعيش بدونها.
كل ما يهمنى فى عملى أن يقتنع المشاهد بالشخصية التى أؤديها، تجسيد سيناريو لرئيس أو زعيم أصعب مليون مرة من تجسيد شخصية عادية، فمثل هذه الشخصيات التاريخية تحتاج إلى تجسيدها بحيادية وتحتاج إلى الصدق والأمانة فى عرض الأحداث والأهم من ذلك أن اقتنع بالشخصية أولا وإلا أرفضها.
فى فيلم "ناصر 56" كاد قلبى أن يتوقف أثناء تجسيدى لمشهد إلقاء عبد الناصر لخطابه من فوق منبر الأزهر أثناء العدوان الثلاثى على مصر، فقد شعرت به فى قمة قوته وضعفه وخوفه على بلده ولجوئه إلى الأزهر الملاذ والحصن عند الشدائد.
كنت أتمنى أن يكون اسم فيلم "أيام السادات" أيام مصر لأن الفيلم ليس فيلما عن السادات ولكن عن مصر أرصد فيه ملامح الشارع المصرى السياسى والاقتصادى.
أتمنى تقديم شخصية الشيخ الشعراوى على الشاشة لأن له كاريزما خاصة تسيطر على العقل، وبالفعل هناك اتفاق مع السبكى لتقديم هذه الشخصية العظيمة وكثيرا ما أحاول الغوص فى شخصيته واكتشاف أسرارها.
اقرأ أيضا:
في ذكرى الفتى الأسمر.. كيف أحدث أحمد زكي انقلابًا في مواصفات النجم؟
الحاجات تأتى حين نتوقف عن البحث عنها ولكن الأحلام لا تأتى إلا بالعمل على تحقيقها والسعي إليها.