رئيس التحرير
عصام كامل

‏كورونا يكشف تضليل وانتهازية الإخوان.. يرفضون إعلان الوضع الصحي للقيادات والأعضاء.. ومحنتهم "اختبار" ومصاب معارضيهم عقاب

قيادات الإخوان
قيادات الإخوان

تدهشك جماعة الإخوان الإرهابية، من قدرتها على ممارسة الازدواجية والتضليل والانتهازية، وتوظيف الأحداث في خدمة التنظيم وأهدافه، يحدث ذلك في ‏أيام التمكين وفي أشد لحظات الكرب عليهم، فما يصيبهم من أذى، هو اختبار من الله وبلاء الصبر عليه واجب، وما يصيب غيرهم، ‏لا يمكن قياسه هكذا بل يجب التشفى فيه، تماما كما حدث مع مرضى وشهداء فيروس كورونا، من معارضى الجماعة، الذين تفننوا في ‏التشفى فيهم، وعندما أصيب القيادي أكرم كساب بنفس الفيروس، اعتبروه الشهيد الحي، وانطلقت الدعوات في كل مكان تعتبر ما ‏حدث ما هو إلا اختبار لقوة إيمانه.

 

مصطفى ساريفادا

وحتى الآن لم يعلن التنظيم عن قائمة ضحايا الفيروس، خاصة بعد وفاة مصطفى ساريفادا، نائب المرشد العام للجماعة في الفلبين، إثر ‏إصابته بفيروس كورونا المستجد، خلال عودته من مهمة وصفها التنظيم بالدعوية.

 

ولم يكشف التنظيم وفق أي معنى للشفافية أو احترام عقول أعضاء التنظيم ‏وليس المصريين، ولم يفصح عن أي معلومات تكشف من هي الجهة الدعوية التي كان فيها ساريفادا، وحجم الإصابات فيها، ومن هم الذين ‏خالطهم عند عودته من قيادات التنظيم وأعضائه، رغم تركيز كل فضائيات الجماعة، ولجانها الإلكترونية، ومحاولتها بث شائعات ‏مغرضة داخل صفوف الجيش، لإحداث فتنة وضرب الروح المعنية لأعضاء بعد استشهاد اثنين من قياداته بنفس الفيروس بحجة عدم ‏الشفافية. ‏

 

اقرأ أيضا: 

باحث يطالب رجال الدين بترك أمور الدنيا إلى علماء مجالاتهم وأهل الاختصاص

 

السيد شبل، الكاتب والباحث السياسي، يرى أن جماعة الإخوان، تنتهز أي فرصة لتتاجر بها سياسيّا، ولا تستحي حتى من تفسير كل ‏المستجدات على هواها، كأنها تعلم الغيب.‏

 

وأشار شبل إلى أن مسلك الإخوان الانتهازي اتضح في تعاطفهم مع القيادي بالجماعة أكرم كساب، عقب إصابته بفيروس كورونا ‏المستجد، معتبرين الأمر "ابتلاء لمؤمن"، في مقابل الشماتة الواضحة في قيادات الجيش المصري، الذين أعلن عن وفاتهم جراء ‏الإصابة بذات الفيروس، معتبرين ما جرى "عقابا لعصاة". ‏

 

أكرم كساب

وأضاف شبل أن الإخوان يزعمون معارضة الولايات المتحدة، التي يعيش فيها أكرم كساب، وهي راعيتهم الأولى دوليا، مؤكدا في ‏الوقت ذاته أن "كساب" كان شريكًا في العمليات الإرهابية عبر التحريض على القضاة وضباط الجيش والشرطة، وكانت له فتوى ‏صريحة تطالب الإخواني بتفجير نفسه إن حاولت قوات الأمن القبض عليه، وهو شبه سكرتير لدى يوسف القرضاوي، ووظيفته ‏الرسمية خطيب بوزارة الأوقاف القطرية.‏

 

وأكد الباحث السياسي، أن هذا المسلك يعكس إلى أي حد يعيش الإخوان في عالم من الأوهام، موضحا أنهم لا يصلحون لأي دور ‏دنيوي جاد، كما أن الجماعة بتفاسيرها تلك تضع نفسها محل "الإله" وتفسر "القضاء" على هواها، وكأنها جماعة يوحى إليها.‏

 

أما محمد دحروج، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، فيؤكد أن تنظيم الإخوان الإرهابي، ومن خلفه جميع التنظيمات ‏المتطرفة، يمارسون أغرب النظريات والاستنتاجات لتوظيف وتوصيف كل ما يتعلق بحياة الناس حسب معتقداتهم وأهوائهم ‏ومرادهم.‏

 

ويوضح دحروج، أنهم يفعلون ذلك، تارة لخداع الناس، وتارة أخرى لإقناع أنفسهم أنهم علي الجادة والصواب وهذا يظهر جليا في ‏تعاطيهم مع الأزمات والحوادث الطبيعية وغير الطبيعية.

 

ولفت إلى أنهم يقنعون أنفسهم ومنتسبيهم أن ما يحدث لهم هو  عقوبة وبلاء وانتقام الله لهم، لكن حينما يتعلق الأمر ‏بمعارضيهم، يجيزون لأنفسهم التشفي والشماته، وإظهار ذلك للناس، بل ويصل بهم الحال للصلاة والشكر ويروجون الأمر علي أنه ‏كرامة بل ومعجزة اختصهم وأيدهم الله بها.

 

سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، يرجع القضية إلى ما أسماه بـ" التدين الإخواني الفاسد" الذي يجعلهم يتوهمون أنهم على الحق ‏وغيرهم على الباطل، وأي مصيبة تحل بجماعتهم؛ هي ابتلاء ومحنة لاختبار ثباتهم على الحق، أما مصائب غيرهم، فهي عقوبات ‏بسبب ظلمهم وبغيهم وضلالهم.

 

وأوضح عبد الحميد، أن هذا التدين المنحرف، جعلهم يشمتون في مُصاب غيرهم، ويفرحون ويُهللون طربًا في كوارث المسلمين، بل ‏يشمتون حتى في الموت، مع أن الجميع سيموتون لا محالة، ولن ينجو أحد منه، على حد قوله.  ‏  

الجريدة الرسمية