قصة بطولة العميد محسن العشماوي.. بطل الصاعقة في حرب أكتوبر
بالأمس، لبى نداء ربه أحد أهم رجال الصاعقة المصرية الذين حققوا بأعمالهم البطولية أهم العمليات العسكرية في حرب أكتوبر المجيدة، وأذاقوا العدو الإسرائيلي مرارة الهزيمة.
العميد محسن محمد العشماوي خريج الدفعة 57 حربية.. من أبطال السرية الأولى الكتيبة “73 صاعقة”.. أول كتيبة قاتلت في ثغرة الدفرسوار.
أهم عملياته
يوم ١٥ أكتوبر عندما صدرت الأوامر بركوب العربات والتحرك للوصول إلى الحد الأمامى للفرقة السادسة عشرة، فقامت السرية بالتحرك من أبو صوير حتى دخلت منطقة الجناين عند أبو عطوة انتظارا للتعليمات.. ثم فوجئوا بالرائد راشد عبد الفتاح شديد الحزن على السريتين اللتين فقدهما فى المعركة الشرسة التى دارت أمام الفرقة السادسة عشرة.. ويتوعد بباقى القوة التى كان قائدها إبراهيم الدسوقى ومعه الملازم سيد عبد الوهاب محافظ شمال سيناء سابقاً.. كانوا جميعًا كضباط صاعقة على قلب رجل واحد يتوعدون بالانتقام لزملائهم.. ولم تحدد بالضبط العملية المطلوبة منهم وينتظرون الأوامر على أحر من الجمر.
وفى الساعة الثانية عشرة ظهرًا تلقوا إشارة بأن العدو تمكن من العبور للشرق بـ ٦دبابات “تى ٥٤”.. وعبروا من معبر الشيخ حنيدق وهو يقوم بضرب كل الوحدات الإدارية ويثير الرعب فى أفراد المؤخرات.. والمهمة القضاء عليهم فورًا.
العميد حاتم صابر: مصر تتعرض لـ"حرب شائعات".. والتزام المواطنين بالحظر شرط نهاية أزمة كورونا (حوار)
تم التحرك إلى منطقة سرابيوم وهى قريبة من معبر الشيخ حنيدق وغالباً سيكون العدو قد وصل إلى هناك.. حيث كان أبطال الصاعقة يقومون بالبحث عن تلك الدبابات والسؤال عنها من اي وحده في المنطقة ولكن الأبطال لم يجدوا أي وحدات لأن دبابات العدو كانت تخترق المؤخرات وتقتل الجنود بكل عنف.
استمر البحث إلى أن وجدوا حركة فى اتجاه أبو سلطان الصحراوى وهى قاعدة صورايخ هيكلية أي ليست قاعدة حقيقية وقد وضعوا جنودها على بعض أخشاب الصواريخ وضربوهم بالطلقات الآلية من مدفع رشاش عيار ثقيل كانت الطلقات قد اخترقت أجسامهم.. فتملك الغضب أبطال الصاعقة البواسل للأخذ بالثار من تلك الدبابات الإسرائيلية والتي كان باستطاعتها رؤيتهم.. بسبب تسليحها المتقدم الذي حصلوا عليه من أمريكا وقتها.
ثم جاء أحد أفراد الاستطلاع وقال: “يا افندم آثار الدبابات فى هذا الاتجاه”.. فهبطت القوة من العربات وأخذوا في الجري باتجاه آثار الدبابات وبدأ البعض يطلق النيران الآلية ففطن العدو إلى أن هناك قوة مقاتلة تطارده.. فبدأ يهرب فى اتجاه السويس.. ثم جاءت أوامر القيادة فورًا باحتلال كوبرى سرابيوم؛ لأن العدو سيحاول اختراقه فى طريقه إلى الإسماعيلية من الطريق الزراعى وعلى أبطال الصاعقة التمسك بالكوبري لآخر جندى.. فعادوا فورا.. وكان الوقت بعد العصر بساعة يوم ١٥ أكتوبر.. و بدأت السرية فى وضع القوات بحيث تكون جاهزة للمعركة.
وكانت القوة بقيادة الملازم أول أحمد الطاهر يحتلون السكة الحديد ومحسن العشماوى بجانب السكة الحديد بين الأشجار وخلفهم ترعة الإسماعيلية.. والشهيد أحمد نصر مبارك بعد الكوبرى وهو جاهز لمدهم كاحتياطي.. ومعه القائد الكبير عبد الرزاق المعبدى.
وحضر فى المغرب الرائد محمد حشاد للدعم.. وتم القضاء على معظم قوات العدو الإسرائيلي الذي فر هاربا بباقي قواته إلى مدينة السويس الباسلة التي لقنتهم درسا لن ينسوه أبدًا.
تدرج العميد محسن العشماوي في الرتب.. بعد حرب أكتوبر حتى وصل لرتبة عميد.. ثم تقاعد بعد سنوات قضاها في خدمة الوطن حصل خلالها على العديد من الأوسمة والنياشين.. ولكنها كانت بالنسبة له لا تساوي حبة رمل من الوطن الغالي مصر.