داعش يستغل أزمة كورونا ويرتب صفوفه في العراق
منذ الغزو العراقى للكويت لم تنجو بغداد من المصائب المتكالبة عليها يوماً بعد الآخر وكلما تحاول النهوض المصحوب بهمة وإصرار الشعب العراقى يأتى من يحاول فشل هذه المجهودات من خلال تحرك دولى أو إقليمى يحمل فى جعبته أجندات بعيده كل البعد عن مصالح الشعب والدولة العراقية .
ووسط مراحل الهزيمة والنصر والتى تحققها الدولة العراقية على تنظيم «داعش» ورغم إعلان الحكومة العراقية بإعلان الانتصار على هذا التنظيم الإرهابى قبل بضعة شهور يأتى «فيروس كورونا» ليصبح العراق الأرض والملاذ الآمن لتجمع التنظيم من جديد وإعادة ترتيب أوراقه وخططته للإنطلاق إلى ربوع دول الجوار لتنفيذ عملياته الإرهابية.
اقرأ ايضا:
الجيش الأمريكي ينسحب من قاعدة الحبانية في العراق
ويأتى إعلان عدد من دول التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب بالإعلان عن انسحابها من مواقع معينة أو وقف عملياتها العسكرية وسط ضعف القوات العراقية وتوغل تنظيم داعش يطرح العديد من التساؤلات عن مصداقية سحب هذه القوات خوفاً من انتشار فيروس كورونا وسط القوات الدولية أو إتاحة الفرصة من جديد للتنظيم للانتشار حتى تكون هناك حجج مقنعة لبقاء القوات الدولية التى ترفض الدولة العراقية نفسها استمراراها داخل البلاد.
وكانت القوات الأمريكية فى العراق أعلنت منتصف مارس الجارى أن جهود التدريب التي تقودها الولايات المتحدة بهدف مكافحة داعش قد تم تعليقها "لمدة 60 يومًا كإجراء احترازي بسبب الوباء العالمي" كورونا .
كما غادرت القوات الأمريكية التابعة للتحالف الدولى ضد داعش أمس قاعدة جوية تتمركز فيها منذ سنوات، في جنوبي مركز نينوى، شمال العراق.
المملكة المتحدة
وعلى الجانب الآخر قالت المملكة المتحدة، وهي واحدة من أكبر المساهمين في التحالف في العراق، إنها ستعيد بعض أفرادها إلى المملكة المتحدة بسبب التوقف المؤقت، بعد انتشار فيروس كورونا. فرنسا أعلنت رئاسة الأركان الفرنسية، أمس، أن باريس قررت سحب جنودها من العراق حيث يشاركون في عمليات تدريب، وذلك "خصوصاً" بسبب تفشّي وباء كوفيد-19 في هذا البلد.
وذكرت رئاسة الأركان في بيان أنّه "بالتنسيق مع الحكومة العراقية، قرر التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن لمكافحة المتشددين، تعديل حجم انتشاره في العراق وتعليق أنشطة تدريب قوات الأمن العراقية مؤقتاً ولا سيّما بالنظر إلى الأزمة الصحي".
وأضافت أنه بناء عليه "قررت فرنسا أن تعيد إلى الوطن، حتى إشعار آخر، جنودها المنتشرين في العراق" والبالغ عددهم تقريباً 200 عسكري، بعضهم يشارك في تدريب القوات العراقية والبعض الآخر في رئاسة أركان قوات التحالف في بغداد.وقال المتحدّث باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية، الكولونيل فريديريك باربري، إنّه اعتباراً من هذا الخميس، الموعد المقرّر لبدء الانسحاب، "لم يعد هناك جنود يعملون في إطار عملية شامال في العراق".
وكان الجيش الأمريكى، الذي يشكل الغالبية العظمى من القوات الأجنبية المنتشرة في العراق، أعلن الأسبوع الماضي سحب قواته من قواعد صغيرة أبعد يمكن أن تتعرض فيها لهجمات مجموعات مسلحة موالية لإيران، لإعادة تجميعها في قواعد أكبر وتتمتع بحماية أكبر.
وحذرت القيادة المركزية من أنه "في المستقبل، نتوقع أن يدعم التحالف القوات العراقية من عدد أقل من القواعد، بعدد أقلّ من الأفراد"، مؤكّدة أنّ التحالف "يبقى ملتزماً على الأمد الطويل" المعركة ضدّ تنظيم داعش.