رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"ربيع" إيطاليا !

بلد ليوناردو دافنشي، ومايكل انجلو، ورافاييل، وساندرو بوتيتشيلي، وتيتيان تتعرض للدمار والعالم يتفرج! بلد ماركو بولو، والبرتو مورافيا، وجيوفاني بوكاتشو تتعرض للإنهيار ولا احد يقدم يد المساعدة! بلد نيقولا ميكافيللي الذي لم يزل كتابه "الأمير" ملهما لكل حكام العالم في إدارة شئون الحكم..

 

بلد الجميلة روفائيلا كارا بصوتها واستعراضاتها، وبلد الإسطورة إندريا بوتشيلي، وكارلا بروني، وداليدا التي تتقاسمها ايطاليا مع مصر وفرنسا.. بلد باولو روسي، وزوف الحارس الاسطوري.. بلد اليوفنتوس، وروما، ونابولي..

 

بلد فينيسا الجميلة، ولامبروزو، وفلورنسا، وتورينو، وفيرونا، وميلانو نقول هذا البلد الجميل يتمزق الان تحت قسوة المرض والإهمال وخيانة الإصدقاء!

 

اقرأ ايضا: مصر وسوريا وليبيا.. سحق موحد للإرهاب!

 

جوزيبي كونتي.. رئيس الوزراء سئ الحظ والتاريخ.. لكنه سئ الإدارة والحكم.. لم يستوعب ولم تستوعب حكومته ما يحدث في العالم فكان ان جري ما جري.. ويخنق كورونا الإيطاليين مسجلا ربما أسود أيام إيطاليا الجميلة التي تحولت إلي حديقة للحزن ترويها الدموع..

 

ولم تنل حتي الشفقة.. فلا حلفاء ولا أصدقاء ولا جيران ولا أي شئ (اللهم إلا مصر وروسيا والصين وبعض الدول).. اللهم إلا شامتون ولصوص معونات سرقوها قبل وصولها..

 

وبلغت البلد الجميلة حد تسليم الامر لله بعد أن سلمته سبحانه فعلا كبار السن! ليلقوا مصيرهم المحتوم في بلد لم يتوقع قط أن يأتي يوم لا يجدون فيه غرف رعاية فائقة كافية.. ولا أجهزة تنفس صناعي كافية.. ولا عالم محيط عنده من الوقت ومن الفرصة ما يسمح بإنقاذهم. وإذ الكل مشغول بالنجاة بنفسه!

 

اقرأ ايضا: "لعنة العراق" ولغز العلاج المفاجئ ل" كورونا"!

 

هذه المأساة التي سيكون حال أوروبا بعدها ليس كقبلها، وبالطبع حال إيطاليا التي ستنتصر في النهاية علي المرض.. لكن الدرس اقسي مما يتخيل أحد، والثمن أفدح من أي كابوس يمكن أن يراه الإيطاليون في منامهم!

أروع مشاهد ايطاليا البلد الصديق.. رغم كل ما سبق.. ورغم هذه المأساة كبيرة الحجم شديدة المرارة.. إنه لا يوجد مواطن واحد طالب بإقالة الحكومة أو محاسبتها أو حبس رئيس وزرائها. بل الوعي باق لم يتزحزح ويجعل بقاء إيطاليا فوق اي شئ، وقبل أي شئ.. في بلد أصيب بالكورونا لكنه لم يعرف الإخوان، ولا متمولو حقوق الانسان، ولا ٦ ابريل، ولا أسفين يا ريس ولا غيرهم، فسوف ينجوا حتما وسيأتيه الربيع بإذن الله رغم الخريف الحالي!

 

Advertisements
الجريدة الرسمية