فيروس كورونا.. الابتزاز سلاح إسرائيل حتى في الوباء
ربما قد تكون هذه المرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي التي يوضع فيها اليهود والفلسطينيون في مربع خطر واحد وهو فيروس كورونا لأن تفشيه بين الفلسطينيين بالضرورة سيمس الجانب الإسرائيلي، ورغم علم الإسرائيليين بذلك إلا أن محاولات الابتزاز مستمرة وخاصة ضد قطاع غزة المحاصر وتحديدًا حركة حماس التي تحكمه.
ورغم رغبة إسرائيل في احتواء أزمة كورونا سواء على المستوى الإسرائيلي أو الفلسطيني لأن المصلحة واحدة لأن تفشي العدوى في الأراضي الفلسطينية لا بد أن يطال الإسرائيليين لأن كثير من الفلسطينيون يعملون في الأراضي التي تحتلها إسرائيل بل وهم عمود فقري لليد العاملة في إسرائيل، حتى الفرق الطبية الفلسطينية لها دور كبير في المنظومة الصحية الفلسطينية وذلك باعتراف مسئولين إسرائيليين.
الحصول على ثمن
لكن إسرائيل لا تريد أن يجري شيئًا على الأرض دون استغلاله والحصول على ثمن مقابل، حتى الكوارث تريد إسرائيل من خلالها أن تحرز أهدافًا وتحصل على ثمن، وهذا ما يؤكده جنرال إسرائيلي بقوله إن الجهد الذي تقوم به إسرائيل لمواجهة أزمة كورونا يجب أن تحصل مقابل ثمن من حماس، وتحقيق مصالح استراتيجية لها، لاسيما من خلال إنهاء أزمة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة في غزة، وتحقيق مصالحها الأمنية.
ويعني ذلك أن إسرائيل تريد استغلال أزمة كورونا لتحقيق مكاسب على الأرض والتي أبرزها استعادة جنودها المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
ويقول ميخال ميليشتاين، المتخصص في الشئون الفلسطينية بمركز موشيه ديان، أنه بين يوم وآخر يزداد حجم القلق والخوف من إمكانية انتشار فيروس كورونا بين الفلسطينيين، كما الإسرائيليين، رغم رسائل الطمأنة التي تبثها حماس بين سكان غزة، خاصة بعد اكتشاف حالتي كورونا من العائدين للقطاع من الخارج، وترديد حماس أن غزة نظيفة من الوباء.
وأوضح أن حماس رغم ذلك تعلم أن وضع غزة خطير جدا، وفي حال انتشر الوباء فيها بصورة واسعة، فلن يكون لديها قدرات حقيقية جادة للتصدي له، مما قد يؤثر عليها سلبا.
مصالح استراتيجية
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الالتزام القانوني الإسرائيلي تجاه القطاع يتماشى في الوقت ذاته مع مصالحها الاستراتيجية لمساعدة قطاع غزة فيما يتعلق بمنع تفشي الكورونا، بما في ذلك المساعدة بعلاج من قد يصابون بالمرض مستقبلا، ولو كان بينهم عناصر حماس وعائلاتهم، خاصة بعد وضع قائد قوات الأمن في غزة ضمن العزل الصحي، وقد لا يكون الأخير من بينهم".
ومن بين المصالح الإسرائيلية أنه في حال زادت الطلبات الإنسانية والصحية من غزة، فلا مانع أن تزيد إسرائيل في مطالبها بخصوص جنودها المحتجزين في القطاع إلى جانب الطلب من حماس فرض سيطرتها على باقي الفصائل لعدم قيامها بأى تجاوزات أمنية مثل إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكذلك التوقف عن توجيه العمليات العسكرية بالضفة الغربية.
اقرأ أيضا:
ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في إسرائيل إلى 2369
وأعلنت سلطات الاحتلال اليوم الخميس عن تسجيل 126 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" منذ ليلة أمس، لترتفع حصيلة المرضى بذلك إلى 2.5 ألف شخص تقريبا.