رئيس التحرير
عصام كامل

محمد القصبجي.. ملك عازفي العود في القرن العشرين

محمد القصبجى
محمد القصبجى

من الموسيقيين القلائل الذين أدخلوا على الموسيقى العربية الشرقية آلات جديدة لم تعرفها من قبل دون أن يؤثر ذلك على أصالة موسيقانا وألحاننا العربية.

أثرى الملحن محمد القصبجى “رحل فى مثل هذا اليوم 26 مارس 1966”، الذوق الفنى للأجيال التى عاصرته ولا تزال بصماته باقية ومؤثرة فى موسيقانا حتى يومنا هذا رغم رحيله منذ ما يقرب من نصف قرن، كان صاحب مدرسة أصيلة فى عالم الفن، تدرب على يديه أجيال من الفنانين.

والقصبجى صاحب الفضل فى نقل الغناء العربى من التخت إلى الأوركسترا حتى أطلق عليه “الموسيقى السابق لعصره فى التلحين” فقد كان الملحن الوحيد فى ذلك الوقت الذى كان يؤمن بالتدوين الموسيقى وهو أول من استخدم الهارمونى فى الموسيقى العربية بصورة جزئية.

نجح فى تحويل الطقطوقة إلى صياغة موسيقية جديدة متطورة، كما برع فى العزف على العود حتى أطلق عليه “ملك عازفي العود فى القرن العشرين” أكبر نقطة تحول فى حياة القصبجى كانت فى التقاء ألحانه بأم كلثوم حتى أطلق هو نفسه على هذا اللقاء "لقاء السعادة".

ومنذ أن لحن لها ذاع صيته وارتفع أجره خاصة بعد أن قدَّم لها لحن "لو كنت أسامح" عام 1923 الذى فجَّر فيه طاقة أم كلثوم الإبداعية مقابل 15 جنيهًا أجرًا له وكان أعلى أجر تقاضاه فى ذلك الوقت.

وأشاد الكثير من الكتاب والمؤرخون حول العلاقة الفنية التى جمعت بين القصبجى وأم كلثوم فكتب الموسيقار مدحت عاصم يقول: ”كان القصبجى ببساطة هو المعلم والأستاذ المتيم بتلميذته وهو أول من قاد أم كلثوم إلى الشهرة والنجاح، وفضله لا بد وأن يذكر .. ولا ينكر” .

ولحن القصبجى الخالد "إن كنت أسامح" هو اللبنة الأولى فى البناء الضخم المسمى أم كلثوم، وهو القاعدة الأرضية التى انطلق منها صاروخ أم كلثوم الفنى ليعانق الكواكب والنجوم، وأن هذا اللحن وما زال فى نظرى هو جواز مرور أم كلثوم إلى الشهرة والنجاح وعشق القلوب لها.

محمد القصبجى يكتب : أم كلثوم شخصية قوية

عمل فى بداية حياته بالتدريس ثم تفرغ لتعلم العزف على العود ليعمل عازفا فى تخت الراقصات حتى إنه ترك منزل أسرته وسكن شارع محمد على فى حارة كانت تسمى بحارة الكلاب.

أعجبت به المطربة منيرة المهدية فاستعانت به لتلحين أوبريتاتها فلحن لها “بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة”، ”تعالى بات ليلة التلات”، ثم كره القصبجى هذا اللون من الغناء لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة تقديم أغنية رق الحبيب لأم كلثوم، واستمر فى التلحين لأغنياتها حتى آخر يوم فى حياته.

الجريدة الرسمية