أردوغان .. “تاجر الأزمات”.. يستغل انشغال العالم بفيروس كورونا .. يواصل دعم الإرهابيين في ليبيا وسوريا
خسائر متواصلة تتلقاها الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا في ليبيا وسوريا على مدار الأشهر القليلة الماضية، بسبب عمليات الرقابة المشددة التي تمارسها القوى الدولية على عمليات توريد السلاح إلى تلك الدول، مما تسبب في حالة من الارتباك لدى السلطات التركية؛ لعدم قدرتها على الاستمرار في تقديم الدعم اللوجيستي للميليشيات، حتى جاءت جائحة فيروس كورونا؛ لتمثل فرصة ذهبية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إعادة ترتيب أوراقه المتناثرة، وتعزيز عمليات التهريب والدعم غير الشرعي لميليشياته في ظل انشغال دولي بطرق مواجهة الجائحة، والبحث عن علاج يمكنه أن يوقف انتشار الفيروس في أسرع وقت ممكن، دون الانشغال بمراقبة حدود الدول المشتعلة.
ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا تتلقى خسائر كبرى، وهو الأمر الذي أكده الرئيس التركي بنفسه، ويبحث فائز السراج رئيس حكومة الوفاق حاليا عن مخرج من الوضع المتأزم بالنسبة لهم، وبحسب اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، فإن السفن التركية المحملة بالأسلحة لم تتوقف عن إمداد الميليشيات الإرهابية بالذخائر والأسلحة، كما عملت حكومة الوفاق على تجنيد السجناء والمحكوم عليهم في قضايا جنائية منها القتل والسرقة، للقتال في صفوف قواتها، ومساومتهم على حريتهم وتقديم وعود برفع الأحكام الصادرة عليهم أو تخفيف العقوبات.
أردوغان لميركل: لحظة سأخلع المعطف |فيديو
في الوقت الذي نجح فيه الجيش الليبي في تحقيق نجاحات متتالية على محاور القتال، ووصل إلى منطقة العزيزية ومحيط معسكر اللواء الرابع، بالإضافة إلى منطقة الهيرة، التي تعد مدخلا إستراتيجيا كانت تسيطر عليه الميليشيات.
وعلى الجانب السوري، يحقق الجيش العربي السوري تفوقا واضحا على الإرهابيين التابعين لـ«جبهة النصرة» عن طريق السلاح المدفعي والصواريخ، وتمكن من تكبيد القوات الإرهابية خسائر فادحة في الأفراد والعتاد على عدة محاور في ريف حماة وإدلب، كما تمكن من التعامل مع الخروقات المتكررة لاتفاق خفض التصعيد واعتداءاتهم بالقذائف على المدنيين خاصة في ريف حماة، وامتدت الضربات الموجعة التي تلقتها قوات النصرة إلى نقاطهم المحصنة بقرية الحويجة وقريتي تل واسط والزيارة بسهل الغاب، الأمر الذي تسبب في انقطاع طرق الإمداد على القوات الإرهابية، وذلك إلى جانب الخسائر الكبرى التي تعرضت لها القوات التركية في إدلب، وأجبرت أردوغان على القبول بشروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن عقد هدنة تتضمن وقف أي تقدم للقوات التركية.
"كلاب أردوغان" تثير غضب الشعب الجزائري | صورة
التحركات التركية المستغلة لأزمة كورونا، ظهرت بوادرها مبكرًا، خاصة مع إعلان المخابرات الإثيوبية منذ أيام، تمكنها من إحباط أخطر محاولة تهريب لأسلحة تركية، تم شحنها على حاويتين من ميناء مرسين في تركيا عبر ميناء جيبوتي ليتم إحباطها بعد دخولها البلاد بعد إخفائها به.
وأكدت المخابرات الإثيوبية أنها ترقبت وترصدت محاولة التهريب منذ تلقيها معلومات بتحركها، وكانت أعداد الأسلحة التي تم توقيفها داخل الحاويتين عبارة عن أكثر من 18 ألف قطعة مسدس تركي الصنع كانت مخبأة داخل 229 صندوقا للأجهزة الإلكترونية للتغطية عليها حتى لا يتم اكتشافها، وتقدر قيمتها بنحو نصف مليار بر إثيوبي.
كما أسفرت العملية عن اعتقال واحتجاز 24 من المشتبه فيهم كانوا بصدد تسلم هذه الأسلحة وتوزيعها في مختلف أقاليم البلاد، بهدف تأجيج الصراعات في أنحاء مختلفة، وتلت تلك العملية محاولة أخرى قام بها ضابطا صف من بين القوات المتمركزة في إدلب، حيث خططا لتهريب 23 بندقية كلاشنيكوف، و32 خزانة ذخيرة لها، و1435 طلقة، وذخيرة بندقية دافعة، وعدد مسدس واحد، و3 طلقات نارية من عيار 5.56 مم، إلى العناصر الإرهابية الموالية لتركيا في سوريا، من أجل تدعيمهم وتعويض الخسائر التي يتلقونها يوميًا على أيدي قوات الجيش السوري، باستغلال غياب الرقابة الدولية على الهدنة المفترض أن تكون مطبقة بين الطرفين.
وبحسب موقع «نورديك مونيتور» المتخصص في الشأن التركي، فإن تركيا عمدت خلال الأيام الماضية إلى نقل المصابين من العناصر التكفيرية إلى مستشفياتها العامة من أجل تلقيهم العلاج ومن ثم إعادتهم إلى مواقع القتال في أسرع وقت، بإشراف مباشر من حسن دوغان، كبير موظفي الرئيس التركي، وتنسيق مع أسامة قطب ابن شقيق سيد قطب القيادي الإخواني، واللذان كشفت وثائق سرية بينهما عن ترتيبات تلك العملية والتي كان أخرها، طلب الأخير علاج شاب تكفيري أصيب في سوريا في مستشفى البحوث والتعليم في أنطاكيا والذي اعتبره الخيار الأفضل لاستقبال الحالة، وما كان من دوعان إلا تأكيده بأنه سيتصل بمحافظ المقاطعة لإحضار الجريح ونقله إلى المستشفى وأعطاه رقم هاتف يمكن التواصل معه في حال مواجهة أي معوقات.
من جانبه، قال محمد حامد، الباحث في الشأن التركي: إن الرئيس التركي يعمل على تهريب التكفيريين إلى ليبيا وسوريا في ظل انشغال العالم بمواجهة انتشار فيروس كورونا، لافتًا إلى أن أردوغان ما زال يدعم فائز السراج، وسيظل يدعمه حتى النهاية؛ لأنه طامعا في ثروات ليبيا، وأوضح الباحث في الشأن التركي، أن أردوغان لن يتراجع عن موقفه من تهريب الأسلحة والتكفيريين إلى ليبيا وسوريا، مؤكدًا أن العالم ما زال يدير الأزمة في الدولتين فقط ولا يحلها، ومع تصاعد أزمة انتشار فيروس كورونا، أصبحت جميع الدول تصب كل اهتمامها على حماية مواطنيها من الفيروس، مما خفف من الرقابة الدولية على المواقع المشتعلة في سوريا وليبيا.
“نقلا عن العدد الورقي..”