كيف يتربح السياسيون من كورونا ؟.. نتنياهو يفرض إجراءات تمكنه من البقاء بالسلطة .. ورئيس المجر يصفي حساباته مع الصحفيين
في الوقت الذي تعيش شعوب العالم حالة من الرعب، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، هناك ساسة يعتبرونه منحة من السماء، إما للتغطية على مخالفاتهم القانونية، أو لاستغلاله في تحقيق أغراضهم السياسية، وتقويض فرص خصومهم في الوصول إلى مقاعدهم.
وفي مقدمة هؤلاء ساسة إسرائيل ــ واحة الديمقراطية في المنطقة ــ كما يدعي الغرب دائما في حديثه عنها، الذين استفادوا من انتشار الفيروس في البلاد، وحالة الهلع من الأنباء التي تؤكد احتمالية وصول عدد حالات الإصابة إلى مليون مصاب، في غضون شهر، و 10 آلاف حالة وفاة، الأمر الذي منح نتنياهو فرصة آخرى، ليبقى على رأس منصبه، وبالتبعية حمايته لكثير من الوقت من المساءلة في قضايا فساد.
10 معلومات عن استغلال الإخوان لأزمة كورونا للتحريض ضد مصر
وتمنع قرارات الطوارئ، بسبب فيروس كورونا، البرلمان الإسرائيلي المنتخب حديثًا من تمرير التشريعات، فضلا عن توقف محادثات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، بعد اللجوء لإجراءات أمنية قاسية، أوقفت عمل المحاكم التي كان نتنياهو على وشك المحاكمة أمامها بتهم فساد، وربما يفسر ذلك إصرار رئيس الوزراء على تنظيم جلسات إحاطة يومية للأمن القومي.
ولا يستفيد من الأزمة نتنياهو وحده، بل ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، رئيس حزب فيدس أو "الاتحاد المدني المجري" وهو حزب يميني شعبوي متطرف، استخدم الفيروس في منح نفسه هو وحكومته صلاحيات جديدة، تخدم أفكاره وتوجهاته السياسية ليستطيع من خلال تخليص حساباته مع الصحافة والصحفيين.
يرفض “أوربان” مثل جميع الشعبويين الهجرة، ويعادي المهاجرين، ولهذا استخدم فيروس كورونا في ربط العدوى التي أصابت بلاده بالهجرة، ووجه حكومته بتمديد قانون الطوارئ، بما يمنحه حق تجريم الصحافة، إذا انتقدت قراراته، والتضييق عليها بقرارت غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث، كما يحق له اتهامها بالترويج لمعلومات كاذبة، وعرقلة جهود السلطات لمكافحة الفيروس، ما يعطيه الفرصة لمقاضاة الصحفي، وخاصة معارضيه، وسجنهم لمدد تصل إلى خمس سنوات.
يقول سالم النعيمي، الكاتب والباحث، إن هناك شخصيات، وأحزابا سياسية، تعد الأزمات، وقودها الأساسي للبقاء والانتشار والتأثير، موضحا أن إدارة الأزمات السياسية، قد يتطلب التحكّم فيها بالقدر الذي لا يجعلها تخرج عن السيطرة.
ويوضح الباحث أن هناك ساسة يديرون الأزمات بالإثارة والمراوغة والإيحاء، وذر الرماد في العيون في المواجهات السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية، والاعتماد على التهديدات والمناوشات لتأجيج الشعور بالخطر، لتبرير وجودهم لحماية مصالح العامة والشعوب.
وأشار النعيمي، إلى استخدام بعض الساسة التشويق والغموض والخوف والحزن، ليبقوا هم ساسة، ويبقى الجمهور جمهورا، ولا يستغني أحدهم عن الآخر، على حد قوله.