ضربة لـ"نتنياهو ".. استقالة رئيس الكنيست تزيح كورونا من العناوين
في الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل من تفشي فيروس كورونا داخل البلاد، انشغل الرأي العام بدولة الاحتلال اليوم الأربعاء بحدث جديد ظهر علي الساحة السياسية بإعلان رئيس الكنيست يولي ادلشتاين استقالته، وذلك بعد أسابيع قليلة من انتخابات الكنيست الإسرائيلي، لتزيح هذه الاستقالة أزمة كورونا عن العناوين لفترة قصيرة.
تفاصيل الاستقالة
قدم ادلشتاين استقالته من منصبه، في الجلسة التي كان من المقرر فيها انتخاب رئيس جديد للكنيست مكانه،وأجل بذلك محاولة انتخاب شخصية معارضة لنتنياهو خلفا له.
ونشبت خصومة سياسية كبيرة، بالفترة الأخيرة، بين رئيس الكنيست المؤيد لنتنياهو، وأعضاء المعسكر السياسي المعارض لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد اتهامه بالدفاع عن نتنياهو، خلافا لروح منصبه الرسمي، التي تحتم عليه النأي بالنفس عن الخلافات الحزبية والسياسية، وتمثيل جميع أحزاب الكنيست بدون استثناء. وجاء هذا الاتهام بحسب تقرير لقناة i24 نيوز الإسرائيلية، بعد أن منع ادلشتاين عقد أي جلسة في الكنيست، متذرعا بأزمة كورونا والعقدة السياسية الإسرائيلية، لكن المعسكر السياسي المناوئ لنتنياهو، يقول إنه "عطّل الكنيست"، لأنهم يملكون أغلبية فيها، على حساب المعسكر الذي يقوده نتنياهو.
واستجابت المحكمة العليا الإسرائيلية لالتماس قُدم إليها من قبل تحالف "أزرق أبيض" الذي يتزعمه بيني جانتس، أكبر الكُتل في المعسكر السياسي المعارض لنتنياهو، وأرغمت ادلشتاين على تفعيل الكنيست، حيث اضطر بافتتاح جلسة للكنيست أمس الثلاثاء، التي شهدت تشكيل عدة لجان برلمانية. وأدان المعسكر المؤيد لنتنياهو بشدة "تدخل المحكمة في النزاعات الحزبية السياسية"، مشددين على أهمية "الحفاظ على استقلالية السلطة التشريعية"، إلا أن المعسكر المناوئ لنتنياهو يؤكد على أهمية "سيادة القانون لأنه ملزم للجميع، بما في ذلك مُنتخبي الجميع".
بعد وصول إصابات كورونا بإسرائيل لـ" 2000 ".. أبرز المشاهد المأساوية والصادمة (فيديو وصور)
اتهامات للمحكمة العليا
استقالة رئيس الكنيست جاءت اعتراضا على قرار المحكمة العليا الذي قضى بضرورة اقتراع النواب لاختيار رئيس جديد للكنيست. قال أدلشتاين، في بيان صحفي، إن "قرار المحكمة لا يستند إلى لغة القانون، بل هو تفسير أحادي ومتطرف"، مضيفا "لهذا أستقيل من منصبي كرئيس للكنيست"؛ حسب هيئة البث الإسرائيلية.
وأضاف أن "قرار المحكمة العليا يشكل تدخلاً فاضحًا ومتغطرسًا من قبل القضاء في شؤون الهيئة التشريعية والمنتخبة" معتبرا أن "قرار المحكمة العليا ينتهك سيادة الكنيست ويقوض أسس الديمقراطية الإسرائيلية".
ضربة لنتنياهو
ويشكل قرار أدلشتاين بالاستقالة ضربة كبيرة لنتنياهو، خاصة بعد فشله في تشكيل حكومة طوارئ أو حكومة وحدة وطنية بالمشاركة مع جانتس، تتجه الأحداث في إسرائيل إلى سيناريو لم يكن يرغب فيه رئيس الوزراء الحالي، فضلا عن انه يسعى بكل قوته إلى تشكيل حكومة جديدة لمنع ملاحقته قضائيا بتهم الفساد، ليصطدم باستقالة أدلشتاين، المحسوب على حزبه، والتي تفتح الباب أمام انتخاب رئيس جديد للكنيست بعيدًا عن الليكود، وهو ما قد يؤدي إلى طرح قانون يمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة.