هل الضرر ناتج عن أخطائنا وتصرفاتنا أم هو قدر إلهى؟
أحيانا يفعل الإنسان الأخطاء والتصرفات المشينة التى ينتج عنها ضرر مختلف الأشكال، أحيانا مادى وأحيانا بدنى وثالث معنوى، ويقول البعض إن هذه الأخطاء أو السلوكيات هى قدر إلهى مكتوب.. فهل هذه التصرفات الخاطئة قدرا إلهي أو هى سوء تصرف من الإنسان؟
يجيب فضيلة الدكتور محمد المسير الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر رحمه الله، قائلا: “إن الانسان مكرم بالعقل ومكلف بسببه، وقد أمر الله تعالى بالتفكير السوى والأخذ بالأسباب فقال سبحانه وتعالى : (إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ).
وإذا أساء الإنسان استخدام عقله ووقع عليه ضرر فهو مسئول شرعا عن تصرفاته، ولهذا جاءت الحدود والتعزيرات فى الفقه الاسلامى لتلاحق هذا الانحراف وتلك التصرفات الخاطئة ومسألة القضاء والقدر مرتبطة بالعلم الالهى فهو سبحانه وتعالى يعلم أزلا كل شيء، وهذا العلم الإلهى لا يتخلف لأنه انكشاف تام لا يسبقه جهل ولا يطرأ عليه نسيان ولا تحده حواجز زمنية أو مكانية.
وقال الله تعالى (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم مافى البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا فى كتاب لا يضل ربى ولا ينسى ) فالعلم الالهى انكشاف تام وليس جبرا للانسان ، والايمان بالقضاء والقدر لايعنى تبرير المعصية أو الخطأ وانما هو اعتراف بعظمة الله تعالى الكبير المتعال ، قال تعالى (إن تكفروا فإن الله غنى عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر اخرى ثم الى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعلمون انه عليم بذات الصدور ) .
أحب الكلام إلى الله.. تعرف على نص أذكار الصباح كاملة
والمقصود الاسمى من الايمان بالقضاء والقدر هو تخفيف الاثر النفسى الواقع على الانسان فى مواقع القضاء ، فإذا أقدم شخص على قتل آخر مثلا فنحن نعتقد ان اجل المقتول قد انتهى ولم يترك من عمره لحظة ونعاقب القاتل بالقصاص حقنا للدماء وحرصا على المجتمع ونعزى أولياء القتيل وندعوهم إلى الصبر وتعميق الايمان بالقضاء والقدر.