في ذكرى وفاته.. كيف اهتم هارون الرشيد بالعلماء والحركة الأدبية
تحل اليوم 24 مارس، ذكرى وفاة الخليفة هارون الرشيد، خامس حكام العباسيين، وأحد أكثرهم قوة، حيث شهدت فترة خلافته العديد من الأحداث، والإنجازات حينها، بالإضافة إلى الكثير من الفتوحات، لتتوسع رقعة الدولة الإسلامية.
ويعد الرشيد من أشهر الخلفاء العباسيين، وأكثرهم ذكرا في المصادر التاريخية حتى الأجنبية منها، نظرا لعلاقاته القوية التي أنشأها مع إمبراطور ألمانيا واليابان والصين.
وتميز عصر هارون الرشيد بالحضارة والعلوم والازدهار الثقافي والديني، وأسس المكتبة الأسطورية "بيت الحكمة" في بغداد، كما عرفت بغداد عاصمة العباسيين، خلال فترة حكم الرشيد بالازدهار كمركز للمعرفة والثقافة والتجارة.
ويأتي ذلك لتمتع هارون الرشيد بثقافة وأدب عربي واسع، كما كان متذوقا للشعر ومقربا للشعراء من بيت الخلافة، وكانت مجالسه تذخر بحديث الشعراء والعلماء والفقهاء والأطباء والموسيقيين، لذلك اشتهرت مقولة "فهم الرشيد فهم العلماء".
ومن أشهر الأدباء الذين عاصروا الرشيد وحضروا مجالسه الشاعر أبو العتاهية وأبو سعيد الأصمعي، ومن علماء الدين الذين عاشوا في عصره الإمام الشافعي، والإمام مالك بن أنس، والذي التقى بالرشيد حين قصد الخليفة منزله بالمدينة المنورة وقرأ عليه الإمام كتابه "الموطأ" في علوم الفقه.
وعلى الصعيد العلمي، دعم هارون الرشيد عالم الكيمياء الشهير جابر بن حيان، حيث كان مقربا من بلاط الخلافة، حيث أسس وتلامذته منهج التجربة في العلوم.
يقول عنه الذهبي: "كان يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه لا سيما إذا وعظ"، كما روي عن الفضيل بن عياض أنه قال عن الرشيد: "ما من نفس تموت أشد علي موتًا من أمير المؤمنين هارون، ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره".