ذكرى ميلاد الأديب الصحفى فتحى غانم
هو الاديب الصحفى صاحب مدرسة من نوع خاص ، فهو يحاكم الصحافة بلغة الادب ويتعامل مع الادب بعين الصحفى المحترف .
فى مثل هذا اليوم 24مارس 1924ولد الاديب الصحفى فتحى غانم “رحل 1999” أحد أعمدة الابداع فى مصر ، عمل بمجلة روز اليوسف التى نشرت له اول رواية كتبها " الجبل" تلك الرواية التى كانت تحقيقا صحفيا استطاع تحويله الى رواية حتى اطلق عليه جورنالجى الرواية .
عن بدايته الادبية والصحفية قال فتحى غانم فى مجلة العربى الكويتية عام 2003 : فتحت معارك الحرب العالمية الثانية باب الجامعة ــ ونحن محتلين من الانجليز منذ ستين عاما ـــ لهبوب تيارات فكرية متعددة كانت تصل الينا وتدعونا الى ان نتأملها ونشارك فيها ، وعرفت فى كلية الحقوق لاول مرة الشباب الشيوعى بطريقته الخاصة فى تجنيد الشباب بالدخول فى علاقات شخصية وصداقات ومناقشات مستمرة .
وتابع:” وقد عرفت شبابا من اليهود فى الجامعة كانوا يروجون للافكار الشيوعية من خلال حفلات الشاى والرقص والرحلات حتى ان شاب يهودى اختارنى ليعلمنى اللغة الفرنسية على ان اشترك معه فى ترجمة رواية اصبح الحديد صلبا للكاتب الشيوعى اوستروفسكى “.
وأضاف:” الى جانب الشيوعيين كان هناك تيار قوى آخر يرفع شعارت الاخوان المسلمين وكان تيارا مشروعا ترحب به السراى لانها تسانده ضد الاحزاب السياسية ، وكان مسموحا لحسن البنا ان يخطب تحت القبة وقد استمعت اليه مرات .بالرغم من اننى تعرضت للتياران الشيوعى والاخوانى فإنى لم اتحدث لاى منهم فالشيوعيون لا يريحونى والاخوان لا يقنعونى والسبب انى نشأت فى بيت يقوم على العلم “.
واستطرد “غانم”:” كان يتردد عليه كبار الادباء والمفكرين مثل العقاد وطه حسين والسنهورى . ترك ابى لى مكتبة كبيرة حاولت فهم موضوعاتها فقرأت كتاب الشيخ محمد عبده عن التوحيد الذى كان يتناول الايمان وان يكون عن طريق العقل والتدبر وصولا الى اليقين . كان لهذه المناقشات والكتب فى بيتى تأثيرها العميق فى نفسى وهى التى جعلتنى لا انجذب بسهولة الى ما اسمعه سواء من الاخوان او الشيوعيين” .
وواصل في مقاله:” دعانى بعض الاصدقاء الى اجتماع مع المرشد حسن البنا فإذا به دعوة الى خلية ارهابية وجلست معهم احاول ان افهم واقتنع ، وفى الجلسة الثانية احضروا منشورا يريدون توزيعه ، فى وقت كانت الحالة فى مصر تدعو الى الاختناق حزب الوفد يضعف والملك فقد احساسه بواجباته وانتشرت اخبار مغامراته النسائية ، وفقد الجيش الولاء للملك بعد حرب فلسطين واصبح الملك مكروها”.
ذكرى رحيل الكاتب فتحى غانم مؤلف "الرجل الذى فقد ظله”
وأردف:” جاءت ثورة يوليو ويتنازل الملك عن العرش وظهرت جماعة الضباط الاحرار وحلت الاحزاب وهربت الاحزاب الشيوعية الى العمل السرى وتم القبض على الاخوان وصدر قرار بحل نقابة الصحفيين واحكام بالسجن على عائلة ابو الفتح وغلق جريدة المصرى ، وساد النفاق من اجل المناصب بين المثقفين ولم استطع ممارسة الفكر الحر فى الصحافة لكنى مارسته بكل حرية فى رواياتى ، واخيرا انا لست نادما على ما اخترته كطريق فى الادب والفن والسياسة “.