من ابنة بارة وزوجة مخلصة لأم مثالية.. رحلة كفاح الحاجة سهير عبد المعبود
درجت على البر والإخلاص؛ فكانت ابنةً بارة، وزوجةً مخلصة، جاهدت مع زوجها، وكافحت إلى جواره، حتى أتم أولادُها تعليمَهم، وعملوا، وتزوجوا، واستقروا في بيوتهم، وأنجبوا لها أحفادًا وأسباطًا، يملأون عليها البيت، وتقر عينُها برؤيتهم، ثم هي لا تزال تكافح حتى اليوم، قلبُها قلبُ طفل، وعقلُها عقلُ حكيم، وتسعى سعي الشباب.. إنها الحاجة سهير السيد محمد عبد المعبود، ابنة قرية دهروط، والتي عمرت بيت زوجها في قرية اشنين، بمركز مغاغة، محافظة المنيا.
حريٌ ببنات هذا الجيل، وفتياته، أن يقرأن قصتها، ويذاكرن حياتها، ليتعلمن كيف يكون البر بالآباء، وكيف يكون الإخلاص للأزواج، وكيف تكون الأمومة في أبهى صورها، نعم.. إنها نموذج حي للابنة البارة، والزوجة المخلصة، والأم المثالية.. لهذا آثرنا في "فيتو" أن نحكي لكم قصتها، لتنهل منها بناتُنا وفتياتُنا الدروس والعبر والعظات.. فبعدما أنهت دراستها، تقدم لخطبتها شابٌ طموح، يعمل في أبو ظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان عقده ممتدًا لسبعة أعوام أخرى، وبعد الزواج بشهر واحد عاد إلى عمله، وهكذا كان يقضي معها شهرًا واحدًا كل عام، وكان من فضل الله عليها أن سرى عنها بالعمل، فتسلمت عملها بالتربية والتعليم، ومرت السنوت، وصار لديها أولاد، يملأون عليها حياتها، فكانت لهم بمثابة الأب والأم في آن واحد.
الأم المثالية بالغربية: ربيت أولادى علي التحلي بالأخلاق الكريمة والصلاة في وقتها
وظلت هكذا تعمل في التربية والتعليم، وتربي أولادها، وترعى أبويها الكبيرين بالسؤال عنهما وزيارتهما من حين إلى آخر، حتى عاد زوجها من السفر، واستقر في مصر، وتسلم عمله في الثروة السمكية بمحافظة المنيا، ليبدأ معًا رحلة الكفاح الكبرى، والتي أسفرت عن إكمال تعليم أولادهم تعليمهم الجامعي؛ فتخرج "بهاء" من كلية التربية جامعة المنيا، قسم اللغة الفرنسية، وعمل مدرسًا، وتخرجت "هبة" في كلية التربية قسم الرياضيات، وتخرج "أحمد في كلية الحقوق جامعة بني سويف، وحصل على درجة الماجستير في القانون، وعمل مأمورًا بالضرائب العقارية بالمنيا، كما تخرج "سعيد" في كلية التجارة جامعة بني سويف، وتخرج "أبوبكر" في كلية التربية الرياضية بجامعة المنيا. ولم تكتفْ بهذا القدر، بل أقنعت زوجها بأن يبني لكل واحد من أبنائه بيتًا مستقلا، ويؤثثه له، وقد كان لهما ما تمنيا، وتزوج أبناؤها جميعًا، ورزقوا من فضل الله البنين والبنات، وكما كانت الحاجة سهير بارة بأبويها، فقد رزقها الله بأبناء بررة، لا يكفوا عن السؤال عنها، والاطمئنان عليها، بل إن الواحد منهم يوقع لديها، كل يوم، في "دفتر البر"، حضورًا وانصرافًا، قبل وبعد الذهاب إلى العمل، ليحظوا برضاها، ويفوزوا بدعواتها لهم بالنجاح والتوفيق والسداد.
فتحية من "فيتو" إلى هذه الأم المثالية، التي كافحت ولا تزال، في سبيل إسعاد أبنائها وأحفادها، تنشر الود والرحمة بينهم، وتمد لهم يد العون، ما استطاعت.. وحريٌ ببناتنا جميعًا أن يتخذها لهم مثلاً وقدوة في البر بالآباء، والإخلاص للأزواج، والدعم المستمر للأبناء.