في ذكرى مقتل الخازندار .. دماء في عنق الجماعة

لا يعرف التاريخ الإخوانى فى كل مراحله السلمية التى تروج فى خطابات الجماعة الدعائية، بل كانت كل حقبة فى البلاد شاهدة على تلوث أيديهم بالدماء بغض النظر عن التبريرات التى ساقوها للإفلات من المساءلة التاريخية.
استهدف الإخوان الجميع، ساسة ورجال دولة وقضاة، وفى مثل هذا اليوم من عام 1948، وضعت جماعة الإخوان الإرهابية، مخططا لاستهداف القاضى أحمد الخزندار، وقتلته بالرصاص على أيدى عناصر من الجماعة، انتقاما منه على إصدار أحكامًا بالسجن على أعضاء منهم تورطوا فى أعمال عنف باستخدام البنادق والمتفجرات.
تجادل الجماعة فى عدم مسئوليتها عن القتل، مع أن حسن البنا تحدث علانية بعد إصدار الأحكام قائلا: "متى يخلصنا الله من هذا الرجل" وهى رسالة اعتبرها أعضاء التنظيم موجة بطلب عاجل للخلاص من الخازندار.
باحث: الإخوان تستخدم منع صلاة الجماعة لاغتيال الدعاة المعارضين لهم
استهدف حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم أعضاء النظام الخاص، القاضى المصرى، وانتظروه حتى خرج من منزله بشارع رياض بحلوان، لاستقلال القطار المتجه إلى القاهرة، حيث مقر محكمته، والغريب أنه كان يحمل معه ملفات قضية «تفجيرات سينما مترو»، والتى اتهم فيها أيضا عدد من المنتمين للجماعة.
وبمجرد خروجه من باب مسكنه حتى فوجئ بالرصاص ينهمر عليه من مسدسين حسب رواية القطب الإخوانى السابق أحمد حسن الباقورى، الذى شغل منصب وزير الأوقاف المصرية حتى عام 1959، فى مذاكرته.
قتل الخازندار بتسع رصاصات فى الحال، وتم القبض على الجناة وسجنوا مدى الحياة، بعد مطاردة كبيرة من سكان حى حلوان، حاول فيها الإخوان تفجير كل من اتبعهم، بإلقاء قنبلة عليهم، فأصيب البعض بالفعل، ولكنهم نجحوا فى القبض عليهما وتسليمهما لقسم الشرطة، الذى عثر معهم ما يثبت انتمائهم للتنظم.
استدعت النيابة المرشد، وأنكر معرفته بهما تماما، لكن النيابة تمكنت من إثبات علاقة المتهم الأول حسن عبد الحافظ بالبنا «سكرتيره الخاص» وهنا اعترف المرشد بمعرفة المتهم، إلا أنه استمر فى نفيه العلم بنيتهما اغتيال القاضى الخازندار.
استغل البنا القضية فى تصفية نفوذ عبد الرحمن السندى قائد التنظيم الخاص وقتها بعدما كان يقارب على الانفراد بشئون الحكم فى الجماعة، وأصبح التنظيم هو الآخر يتبع مباشرة المرشد العام للجماعة.
حاولت الجماعة كما هى عادتها غسل أيديها من عار أبناءها، وتكتف فى كل مناسبة بذكر قولة البنا الشهيرة، بعدما أصبحت قضية رأى عام تلطخ سمعة التنظيم: «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين».