رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى مقتل الخازندار .. دماء في عنق الجماعة

أحمد الخازندار
أحمد الخازندار

‏لا يعرف التاريخ الإخوانى فى كل مراحله السلمية التى تروج فى خطابات الجماعة الدعائية، بل كانت كل حقبة فى البلاد شاهدة على ‏تلوث أيديهم بالدماء بغض النظر عن التبريرات التى ساقوها للإفلات من المساءلة التاريخية. 

استهدف الإخوان الجميع، ساسة ورجال دولة وقضاة، وفى مثل هذا اليوم من ‏عام 1948، وضعت جماعة الإخوان الإرهابية، مخططا لاستهداف القاضى أحمد الخزندار، وقتلته بالرصاص على أيدى عناصر من ‏الجماعة، انتقاما منه على إصدار أحكامًا بالسجن على أعضاء منهم تورطوا فى أعمال عنف باستخدام البنادق والمتفجرات. ‏

تجادل الجماعة فى عدم مسئوليتها عن القتل، مع أن حسن البنا تحدث علانية بعد إصدار الأحكام قائلا: "متى يخلصنا الله من هذا ‏الرجل" وهى رسالة اعتبرها أعضاء التنظيم موجة بطلب عاجل للخلاص من الخازندار. ‏  

باحث: الإخوان تستخدم منع صلاة الجماعة لاغتيال الدعاة المعارضين لهم

استهدف حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم أعضاء النظام الخاص، القاضى المصرى، وانتظروه حتى خرج من منزله بشارع رياض ‏بحلوان، لاستقلال القطار المتجه إلى القاهرة، حيث مقر محكمته، والغريب أنه كان يحمل معه ملفات قضية «تفجيرات سينما مترو»، ‏والتى اتهم فيها أيضا عدد من المنتمين للجماعة.

وبمجرد خروجه من باب مسكنه حتى فوجئ بالرصاص ينهمر عليه من مسدسين ‏حسب رواية القطب الإخوانى السابق أحمد حسن الباقورى، الذى شغل منصب وزير الأوقاف المصرية حتى عام 1959، فى ‏مذاكرته. ‏

‏قتل الخازندار بتسع رصاصات فى الحال، وتم القبض على الجناة وسجنوا مدى الحياة، بعد مطاردة كبيرة من سكان حى حلوان، حاول فيها الإخوان ‏تفجير كل من اتبعهم، بإلقاء قنبلة عليهم، فأصيب البعض بالفعل، ولكنهم نجحوا فى القبض عليهما وتسليمهما لقسم الشرطة، الذى عثر ‏معهم ما يثبت انتمائهم للتنظم. ‏

استدعت النيابة المرشد، وأنكر معرفته بهما تماما، لكن النيابة تمكنت من إثبات علاقة المتهم الأول حسن عبد الحافظ بالبنا «سكرتيره ‏الخاص» وهنا اعترف المرشد بمعرفة المتهم، إلا أنه استمر فى نفيه العلم بنيتهما اغتيال القاضى الخازندار. 

استغل البنا القضية ‏فى تصفية نفوذ عبد الرحمن السندى قائد التنظيم الخاص وقتها بعدما كان يقارب على الانفراد بشئون الحكم فى الجماعة، وأصبح التنظيم هو الآخر يتبع مباشرة المرشد العام للجماعة. ‏

حاولت الجماعة كما هى عادتها غسل أيديها من عار أبناءها، وتكتف فى كل مناسبة بذكر قولة البنا الشهيرة، بعدما أصبحت قضية رأى عام تلطخ ‏سمعة التنظيم: «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين».  

الجريدة الرسمية